تمغربيت :
بقلم الأستاذة: فتيحة شاطر
إن المتابع للشأن المغربي يعلم جيدا أن المغرب، ومنذ فترة، وهو ينهج استراتيجية تنويع شركائه وشراكاته الاقتصادية والسياسية، مع مجموعة من بلدان العالم. كما أن العديد من الدول من جميع القارات أصبحت تنشد وُدّ المغرب.. بحكم موقعه الجغرافي الذي يجعل منه جسرا رابطا بين أوربا وإفريقيا، وكذلك بحكم دوره الرئيسي كلاعب أساسي في السياسات الإقليمية والدولية ومنطقة حوض البحر الأبيض المتوسط.
تنويع الشركاء أو دبلوماسية المحاور..
تنويع الشركاء يروم تحقيق مجموعة من الرهانات الاقتصادية والسياسية.. وعلى رأسها تأييد المقترح المغربي لمنح الحكم الذاتي للأقاليم الجنوبية تحت السيادة المغربية.
فقبل سنة قام المغرب وإسبانيا، مباشرة بعد تأييد مدريد لمبادرة الحكم الذاتي في الصحراء المغربية.. بتطوير علاقاتهما التجارية والسياسية والاقتصادية والثقافية توجت رياضيا بالترشح معا رفقة البرتغال لتنظيم مونديال 2030.
المغرب والبرتغال.. شراكة استراتيجية ووحدة في الأهداف..
وفي الأسبوع الماضي، وقع المغرب والبرتغال، بلشبونة، 12 اتفاقا في عدد من المجالات الاستراتيجية بهدف تعزيز التعاون الثنائي. وهمت الاتفاقيات المجالات الاقتصادية والطاقية والثقافية.. وكذا التعاون في مجال التعليم العالي والصناعة التقليدية والتضامن الاجتماعي والعدل.
وفي نفس الأسبوع، قام وفد عن اللجنة الدائمة للجمعية الشعبية الوطنية لجمهورية الصين الشعبية بزيارة رسمية للمغرب.. وذلك في إطار تمتين العلاقات بين جمهورية الصين الشعبية والمملكة الشريفة.. حيث تعرف هذه العلاقة طفرة نوعية وذلك منذ عام 2016.. التي تؤرخ للزيارة التاريخية التي قام بها الملك محمد السادس للصين.. والتي توجت بالتوقيع على الإعلان المشترك بين البلدين المتعلق بإقامة شراكة استراتيجية بين المملكة المغربية وجمهورية الصين الشعبية.
في إطار نفس هذه الدينامية الإيجابية والمتسارعة، افتتحت أمس الإثنين بالرباط.. أشغال الدورة الثامنة للجنة المشتركة الدائمة بين حكومة المملكة المغربية وحكومات منطقة والونيا والجالية الفرنسية بوالونيا-بروكسل.. بعدما عقدت دورتها السابعة ببروكسيل سنة 2017، برئاسة مشتركة لكل من مديرة التعاون والعمل الثقافي بوزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج.. نادية الحنوط والمديرة العامة لوالوني بروكسيل الدولية باسكال ديلكومينيت.
وقد أكدت مديرة التعاون والعمل الثقافي بوزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، نادية الحنوط، في كلمة افتتاح أشغال هذه الدورة.. على الدور الهام الذي تضطلع به اللجنة المشتركة الدائمة باعتبارها آلية للتعاون من أجل تعزيز العلاقات بين المغرب ومنطقة والونيا.. وتفضيل “مقاربة رابح-رابح” أخذا بعين الاعتبار فرص تطوير التعاون بين الفاعلين من القطاعين العام والخاص”.
وعلى هامش أشغال اللجنة المشتركة الدائمة، سيتم التوقيع على مشروعين: يتعلق الأمر، بتجديد ميثاق الشراكة المرتبطة ببرنامج الانفتاح على اللغات والثقافات، فضلا عن التفاهم بين الوكالتين المكلفتين بالتصدير (وكالة والونيا للتصدير) و (الوكالة المغربية لتنمية الاستثمارات والصادرات).. وذلك من أجل تعزيز تبادل وتقاسم الممارسات الفضلى في مجال الصادرات والنهوض بالاستثمارات.