تمغربيت:
بقلم الأستاذ: سمير بنيس
إذا كان على المغاربة أن يتعلموا أي شيء من تاريخنا مع إسبانيا هي أنه لا ينبغي لنا أن نتخلى عن التعامل بحذر شديد عن كل ما يصدر عن هذا الجار.. الذي لا زالت نسبة كبيرة من نخبته السياسية والاعلامية والأكاديمية تنظر للمغرب بنفس النظر الاستعلائية الممزوجة بالعداء والازدراء والخوف.. وتسعى دائماً لبناء سردية تصور من خلالها دائما المغرب على أن الطرف الذي لا يلتزم بالاتفاقات والمعاهدات والوعود.
على الجامعات والصحافة المغربية أن تبدأ في القيام بعملها بشكل مستمر من أجل النبش في ماضي العلاقات بين المغرب وإسبانيا.. لوضع الطبقة الاعلامية والاكاديمية الاسبانية أمام مرآة نقضها الفظائع والجرائم التي ارتكبها بلدهم بشكل مستمر منذ حرب تطوان (1859-1860) ضد المغرب.. والتي كان لها بالغ الاثر على ما وقع للمغرب في العقود اللاحقة.
أن يلقي رئيس الوزراء الاسباني خطاباً ووراءه خريطة تظهر مساحة المغرب مبتورة لا يعني أن إسبانيا تخلت عن موقفها أو أنها ستتخلى عنه. غير أنه على الرغم من التقدم الذي طرأ على العلاقات بين البلدين.. فلا يمكننا بناء علاقات مبنية على الاحترام المتبادل إلا إذا قمنا بمواجهة ومجابهة السردية التي روجت لها الطبقة الاكاديمية والاعلامية الاسبانية على مدى أكثر من عقد من الزمن.. والتي حاولت، ولا زالت تحاول من خلالها، وضع إسبانيا في موقف “الضحية” والمغرب في موقف “الجلاد” الذي لا يحترم المعاهدات وينقض العهود.. بينما في واقع الامور العكس هو الذي حصل على مر التاريخ.
تعليقات
0