تمغربيت:
بقلم الأستاذ: مصطفى البختي
بعد تقرير النظام العسكري الجزائري عن منطقة بروتاني La Bretagne،..والترويج لانفصال هذه المنطقة عن فرنسا، واصفا الوجود الإداري الفرنسي بالإحتلال.. يخرج التلفزيون الرسمي الجزائري Canal Algérie مرة أخرى ليبث تقريرا آخر، العرض منه ابتزاز وتشويه صورة فرنسا.. بداعي الدفاع عن “استقلال” جزيرة غوادلوب Guadalupe “الفرنسية”، متهما باريس بالحفاظ على “احتلال استعماري” في كوادالوب، ويدين ما أسماه “القمع الثقافي”.. وانعدام الأمن المستشري في هذه المنطقة، وتصوير وضع اجتماعي متأزم وصعب.
سياق الابتزاز
في ظل التوتر الدبلوماسي الذي أخذ أبعادا تصعيدية بين الجزائر وفرنسا، نحى العسكر منحى تأجيج الخطاب المعادي لفرنسا عمداً لتحقيق أهداف سياسية داخلية. وذلك لعدم قدرة النظام العسكري الجزائري مجارات التحولات الإقليمية والدولية المتسارعة.. لانفصاله عن السياق الجيوسياسي، بسلوك مرضي نفسي من العالم الآخر المتجمد في عهد الحرب الباردة البائدة. وهو ما جعل العسكر يعيش خللا مؤسساتيا، بخطاب غير عقلاني متجمد. عمق أزمته الدولية وضاعف توتراته الدبلوماسية خصوصا مع محيطه الجغرافي.
بسخافة وتضليل مرضي، دأب النظام العسكري الجزائري الذي أصبح ينهجها لسياسته العدائية المتهورة والقذرة، على عدة جبهات: أوروبا (فرنسا، إسبانيا)، ومنطقة الساحل (مالي، النيجر، بوركينافاسو)، وشمال أفريقيا (المغرب، ليبيا، وحتى موريتانيا)، ودول الخليج العربي.
هي إذا سياسة عدائية متعمدة، قائمة على خلق أعداء خارجيين.. بعد تآكل أسطوانته التي جعلت من المغرب عدوا كلاسيكيا، وفتح توترات مستمرة كخط (أو خطأ) “استراتيجي”، لتحويل الانتباه عن مشاكله الداخلية المتفاقمة التي تعاني منها الجزائر والتمثلة في: الأزمة السياسية والاقتصادية، والاضطرابات الاجتماعية، والعزلة الدبلوماسية المتزايدة.. للبقاء في السلطة بالهلوسة السياسية، وغلق الأبواب أمام اي انفتاح سياسي واي تغيير في هيكلة النظام العسكري الشمولي.
هي إذا السرعة نحو الهاوية، الغرض منها تبرير سياسته القمعية وزرع الخوف بحجة المؤامرات الخارجية الوهمية التي تم زرعها في نفوس الجزائريين. والتي تحد من تفكيرهم في تغيير الوضع المتأزم سياسيا واقتصاديا واجتماعيا، ودبلوماسيا.
تعليقات
0