تمغربيت: 

في خطوة تعكس التزام الدول بتعهداتها الدولية.. قامت وزارة الخارجية الفرنسية بتحديث جديد للخرائط العالمية المعتمدة رسمياً على موقعها الرسمي.. وشمل التحديث خريطة المغرب متضمنة الأقاليم الجنوبية للمملكة دون فصلها عن باقي التراب الوطني.

هذا وعاينت “تمغربيت” هذا التحديث في قسم الخرائط الخاص بدول شمال إفريقيا.. حيث ظهر جليا إدراج خريطة المغرب كاملة (باستثناء أراضي الصحراء الشرقية المحتلة).. والتي لا تزال ترزح تحت نير الاحتلال الجزائري، ولو إلى حين.

ويرى المتابعون بأن هذه الخطوة تأتي في سياق تأكيد الموقف الفرنسي التقليدي.. الذي سبق أن عبّر عنه الرئيس إيمانويل ماكرون، والذي يعتبر أن حاضر ومستقبل الصحراء يندرجان في إطار السيادة المغربية.

والجدير بالذكر أن فرنسا سبق أن أكدت مراراً تمسكها بموقفها الداعم لمغربية الصحراء.. ففي جلسة استماع داخل لجنة الشؤون الخارجية بالجمعية الوطنية الفرنسية، والتي عقدت يوم الأربعاء 2 أبريل 2025.. جدد وزير الخارجية الفرنسي، جان نويل بارو، تأكيده على هذا الموقف، قائلاً إن “فرنسا متمسكة بموقفها كما عبّر عنه الرئيس ماكرون في رسالته إلى جلالة الملك محمد السادس يوم 30 يوليو 2024”.

وأضاف الوزير أن “فرنسا ترى أن الحل الوحيد الواقعي وذي المصداقية يتمثل في الحكم الذاتي الذي اقترحه المغرب، والذي يندرج ضمن إطار السيادة المغربية”.

ويأتي هذا التأكيد في سياق إعلان باريس والجزائر، يوم الإثنين 31 مارس 2025، عن إعادة إطلاق التعاون الثنائي في ملفات الهجرة والأمن.. وذلك بعد أشهر من التوتر بين البلدين على خلفية موقف فرنسا الداعم لمغربية الصحراء. وقد ناقش الرئيسان الفرنسي والجزائري، خلال محادثاتهما، سبل تجاوز الخلافات وتعزيز العلاقات.

وفي بيان مشترك عقب المحادثات، تم الإعلان عن الاتفاق على استئناف التنسيق في قضايا الهجرة.. خاصة ما يتعلق بإعادة المهاجرين غير النظاميين، إلى جانب تعزيز التعاون الأمني لمحاربة الإرهاب والجريمة المنظمة.

ويُشار إلى أن المستجدات الأخيرة تأتي في ظل تصاعد التوتر بين الجزائر وفرنسا.. لا سيما بعد موقف باريس الداعم لمغربية الصحراء، ما زاد من حدة الخلافات المرتبطة بملفات الذاكرة الاستعمارية والهجرة، والتي لم تنجح الجزائر في استغلالها لتغيير موقف فرنسا الراسخ.. هذا دون إسقاط موضوع المهاجرين الفرنسيين المجرمين.. والذين هم محل مذكرة مغاردة التراب الفرنسي.. والذين ترفض الجزائر استقبالهم.