تعتبر مواجهات منتخبات شمال إفريقيا فيما بينها مجطات استثنائية واختبارات نارية.. على اعتبار أنها تأخذ طابع الحدة والندية والثأر الذي يبقى في حدود كرة القدم (مع استثناء واحد ووحيد). ولذلك جاءت المواجهة بين المغرب و مصر استثنائية بكل المقاييس، وأعطت الغلبة لأسود الأطلس بنتيجة لا تقبل الجدل (6-0).
وعلى الرغم من أن الفوز جاء بطعم رائع خاصة وأنه على حساب فريق كبير مثل مصر.. ومنح المغرب ميدالية برونزية هو أقل ما نستحق في هذه الدورة الاستثنائية.. إلا أن المصريين حرموا المغاربة من عادة “الشدّان والعضان” والتي تعقب دائما حالات فوز فريق على آخر. وظهر المصريون منذ إعلان صافرة النهاية بروح رياضية قل نظيرها.. بل واستعملوا عبارات ومستملحات جعلت المغاربة يتعففون عن استعمال مصطلحات فكاهية اتجاه إخوانهم المصريين.. والاكتفاء بقراءة ومشاهدة فيديوهات الجمهور المصري والتي أغنت المغاربة عن أي مجهود لعكس فرحة هذا الانتصار التاريخي.
أحدهم قال “الحمد لله أن ملكهم اسمه السادس وليس العاشر”.. والآخر قال “بكثرة ما سجد المغاربة فقد غُفر لهم ما تقدم من ذنبهم وما تأخر”.. فيما طقطق آخر قائلا “ده منتخب المغرب شكله حيصلي التراويح النهار ده”.
كلها تعليقات تعكس خفة الدم المصرية وعراقة شعب يعلم بأن نتيجة المباراة تبقى في إطار المستطيل الأخضر.. ويعكس أيضا الروح الرياضية لجمهور عاشق لكرة القدم ولكنه محب للمغرب والمغاربة وتربطنا بهذه الدولة العريقة علاقات المودة والاحترام والتقدير المتبادلين باعتبارهما من أعرق الأمم في القارة الإفريقية وفي العالم.