تمغربيت:
عن حساب “ساخر مغربي” في منصة إكس
إن المشهد السياسي الذي يتشكل في المنطقة اليوم، مع تصاعد التوترات وتسارع الأحداث، يضع شخصيات مثل #عبد_الإله_بن_كيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية المغربي، أمام امتحان معقد يختبر صدق مواقفهم واتساق خطابهم.
لطالما عُرف بن كيران بميله الواضح لنصرة إيران ، متبنيا خطابا يمجد “محور المقاومة”، فيما يُتهم بتنفيذ أجندات تتقاطع مع رؤى الإخوان المسلمين، وبدعم ضمني من قطر .
لكن اليوم، وفي ظل الهجوم الصاروخي الإيراني على قاعدة العديد الأمريكية في قطر، حيث دوت الانفجارات في قلب الدوحة وارتسمت المقذوفات في سماء لوسيل، يبرز تساؤل ملح: مع من سيتضامن بن كيران؟ هل سيظل وفيا لإيران، أم سينحاز إلى قطر، الدولة التي طالما شكلت ملاذا لتطلعات “الإخونج”؟
إن هذا الحدث، بما يحمله من دلالات سياسية وأمنية، يضع بن كيران وأنصاره في مأزق أخلاقي وسياسي. فإيران، التي طالما رفع شعاراتها تحت راية المقاومة، قد تجاوزت حدود الخطاب الشعبوي لتضرب قلب دولة خليجية، هي قطر، التي لم تكن يوما عدوا مباشرا لها.
هذا الهجوم، الذي أثار الذعر في شوارع الدوحة وهدد استقرار المنطقة، يكشف عن تناقضات السياسات التي تدعمها إيران، والتي يبدو أن بن كيران قد ارتبط بها خطابيًا على الأقل. فهل سيجد في نفسه الجرأة لتبرير هذا العمل، متذرعًا بمبررات المقاومة، أم سيتخلى عن إيران ليصطف مع قطر، التي تتقاسم معه، ومع تياره الإخواني، رؤية سياسية تتجاوز الحدود الوطنية؟ إن هذا الموقف سيظل محط تساؤل، لا سيما أن الصمت قد يكون أبلغ من أي تصريح.
من جهة أخرى، يبرز السؤال حول موقف “الإخونج” في #المغرب، الذين يُنظر إليهم كامتداد لشبكة مصالح إقليمية تربطهم بقطر وأحيانا بإيران.
إن هؤلاء، الذين طالما رفعوا شعارات العدالة والتنمية، يواجهون الآن اختبارا حقيقيا لمصداقيتهم. فهل سيواصلون دعم إيران، متجاهلين الاعتداء على دولة خليجية كانت لهم سندا ماليا وسياسيا، أم سينحازون إلى قطر، مُدينين الهجوم ومُعلنين تضامنهم مع شعبها؟
إن هذا التناقض يكشف عن هشاشة المواقف الإيديولوجية التي تقوم على تحالفات ظرفية، بدلا من مبادئ راسخة. وفي هذا السياق، يُصبح من الضروري التساؤل عن مدى استقلالية القرار السياسي لهؤلاء، وعن ما إذا كانت مواقفهم تخدم مصالح المغرب أم تندرج ضمن أجندات خارجية.
إن هذا الحدث ليس مجرد أزمة إقليمية عابرة، بل هو مرآة تعكس تناقضات الخطاب السياسي لبعض الشخصيات والتيارات في المغرب وخارجه.
عبد الإله بن كيران، ومعه التيار الإخواني، يقف اليوم على مفترق طرق: إما أن يواصل دعم إيران، متجاهلا تداعيات ذلك على علاقته بقطر واستقرار المنطقة، أو أن يُعيد تقييم مواقفه المنافقة. لكن، في كلتا الحالتين، يبقى السؤال الأعمق: هل ستظل هذه الشخصيات رهينة أجندات خارجية، أم ستتمكن من وضع مصلحة المغرب وشعبه فوق كل اعتبار؟
الأكيد أن بن كيران ومن يتبنون نفس المرجعية هم في موقف لا يحسد عليه بعد هجوم إيران على قطر وعلى الدول العربية!!!
تعليقات
0