تمغربيت:

بقلم الأستاذ: بلال لمراوي

قبل بداية الرئيس تبون في قراءة “خطاب الوداع”.. وعلى نهج تقليد الأممية الاشتراكية التي رسخت لتقليد عزف نشيدها الإيديولوجي في المؤتمرات الحزبية للحزب الشيوعي الحاكم في الإتحاد السوفييتي للجمهوريات الاشتراكية.. استهلت الفرقة الموسيقية العسكرية في الجزائر النشيد الوطني للدولة.. وكان أول ما تبادر إلى ذهني في حينه وجعلني متشوقا ومترقبا لهذا النشيد المعزوف هو سؤال أي نشيد سيعزف ؟.. هل النشيد الحالي المحين أم النشيد السابق الذي يضم في نظمه سب الدولة الفرنسية؟ وحينما تيقنت وسمعت ان هذا النشيد هو النشيد القديم  الطويل فهمت جيدا في حينه  أن هذه الخرجة هي من أجل تغليط الشعب الجزائري.. وامتصاص الغضب الشعبي المكبوت من فترة الحراك عبر تكرار أسلوب الفزاعة الخارجية.

خطاب الوداع..

ثم بدأ الخطاب الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون أمام البرلمان الجزائري بغرفتيه في دورته غير العادية  لمدة ساعة وأربعة وتلاثون دقيقة.. مع احتساب ستة دقائق للنشيد الجزائري في صيغته الكلثومية.. في محاولة بئيسة لمحاصرة الأصوات المتزايدة والساخطة على الواقع المعاش في الجزائر.. و كردة فعل على اختناق النظام أمام الأصوات التي تحاصره الآن وستحاصره مستقبلا بشكل أكثر قوة .

 والملاحظ أن الخطاب أمام ممثلي الشعب الجزائري، حصريا، كان مهندَسا له من طرف الدوائر العسكرية.. والهدف هو بعث رسالة واضحة  للشعب الجزائري مفادها أن الشرعية الوحيدة المعترف بها أمام النظام العسكري تنحصر في ممثليه المنتخبين.. وأن الشعب الجزائري  لو يقيم الدنيا ويقعدها لن تلتفت إليه الطغمة العسكرية .

التبندير.. على النهج التبوني

في هذا السياق، لم يخلوا هذا الخطاب، كالمعتاد، من عبارات عبد المجيد تبون التي تروم تكريس مجموعة من المغالطات كالإحصائيات المنفوخة.. والتي يحاول  الرئيس الجزائري تمريرها للشعب الجزائري لتلقينه على الطريقة السوفياتية القديمة.. والقائمة على تكرار الكذب حتى يصدقها اللاوعي الجمعي للشعب..  فيحاول تارة  تجميل صورة الواقع الاقتصادي الجزائري عبر معطيات غير دقيقة طبعا.. وتارة أخرى عبر الكذب المبالغ فيه والمفضوح.. حتى أنه يُخيل للبعض أنه يسخر من الشعب بطريقة ممزوجة  بالغضب المكبوت.. لأنه ببساطة يعرف أنه يكذب. لأنه يعاني من قلة فرص الشغل؛ ويعاني من غياب الخدمات  التي تليق بإنسان يعيش في القرن 21.. وأيضا يعاني من غياب الديمقراطية وحرية التعبير و الرأي..

لوعلام صنصال.. سبب هلاك الجزائر هي الصحراء الغربية

ويبدو أن الورطة التي تعكس هذه الحالة من التدني الحقوقي والديمقراطي.. ما وقع مؤخرا للكاتب الجزائري بوعلام صنصال، والذي عبر عن مجموعة من الآراء فيما يتعلق بالوضع الحقوقي الجزائري وعن رأيه فيما يتعلق بمغربية مجموعة من الأراضي الخاضعة حاليا للإدارة الجزائرية.

 فبالنسبة للرئيس المعين ذ تبون، فإن بوعلام صنصال لص ومجهول الأب ومجهول النسب.. واجب سجنه ذ والتنكيل به. ثم قام الرئيس الجزائري بخلق نقاش عدائي اتجاه فرنسا في محاولة منه غرز فزاعة العدو الخارجي في التربة الجزائرية.. ليرهب بها شعبه وتنمية الحماسة الثورية التي يقتات منها النظام.. ليستمر في نهب مقدرات الشعب الجزائري.

 وأخيرا، وهو أمر متوقع، ذكر قضية الصحراء المغربية في محاولة منه رفع مستوى العداء الروتيني للمغرب وتعزيز الشوفينية الجزائرية التي بدأت تنكشف بشكل جلي للشعب الجزائري.. في محاولة منه إعطاء الشرعية لنظامه السياسي لقمع أي محاولة شعبيه للإصلاح والتغيير من خلال شيطنتها وتخوينها.