تمغربيت:

وأخيرا ظهر المعارض الجزائري هشام عبود على قناة “مواطنه” أنور مالك وهو يبشر متابعيه بأنه في صحة جيدة.. ويضرب لهم موعدا على نفس القناة للحديث عن حيثيات اختطافه كما يدعي. 

هشام عبود بدا في صحة جيدة ولا يبدو أنه يعاني من آثار نفسية أو آثار تعذيب نتيجة تعرضه لعملية اختطاف كانت ستودي.. لا قدر الله بحياته، بل ظهر متماسكا عاديا ويبشر متابعيه بأنه سيعود لقناته بمجرد استعادة مفاتيح القناة وصفحاته على السوشيال ميديا.. وهو ما يصطدم بالروايات التي قالت بأنه في حالة صحية جد سيئة وبأنه نجا بأعجوبة من أيدي خاطفيه. 

الغريب في قصة المعارض الجزائري، أن جميع المصادر تتقاطع عند نقطة “الاستدراج”.. يعني أن هشام عبود تم استدراجه “للتفاوض معه” في إسبانيا. وهذا يقطع بأنه كان على تواصل مع “المختطفين” أو مع عناصر من النظام العسكري الجزائري.. والذين يقال أنه دخلوا في عملية تفاوض مع هشام عبود، وذلك قبل أن يجد نفسه في مواجهة عصابة وليس عناصر مخابراتية جزائرية.

نواصل التخمين فنقول: كيف لضابط سابق في المخابرات الجزائرية أن يقع ضحية عملية استدراج كلاسيكية.. وكيف يستأمن أناسا المفروض أنه لا يعرفهم ؟؟ وكيف لم يخبر حتى أقرب أقربائه بهذا اللقاء والتنبيه أنه في حالة عدم ظهوره بضرورة الإسراع بإخبار السلطات الإسبانية؟؟.. إلا أن يكون هشام عبود نفسه يريد لهذا اللقاء أن يكون سريا، وربما كان ينتظر أن يوقع صفقة “سمينة” مع أحد الأطراف.

ولعل ما يزيد الغموض حول هذا الملف أن هشام عبود نفسه قال بأن الشرطة الإسبانية عثرت عليه “بمحض الصدفة”.. وفي مكان لا تكون فيه عادة.. وعزا ذلك إلى التصاريف الإلهية، وهو ما يقطع بأن عبود تعمد عدم إخبار حتى أقرب مقربيه بهذا اللقاء “المشبوه”.

طبعا نحن لا نستبعد فرضية محاولة الاختطاف والتي تظل قائمة وبقوة.. ولكن نقول بأن هشام عبود ليس من الغباء أن يتم استدراجه بهذه السهولة، لولا أنه كان على تواصل مع “جهاز ما” من أجل “مهمة ما”.