تمغربيت:
بقدر ما أثارت صورة الملك، وهو يتجول في شوارع باريس رفقة أبنائه البررة، الراحة والطمأنينة في قلوب ونفوس المغاربة.. بقدر ما أرعبت “كابرانات” ثكنات بن عكنون، والذين تلقوا رسالة مشفرة من الملك محمد السادس مفادها، أن المغرب هو من يقرر التصعيد أو خفض التوتر.. وهو من يمتلك قرار الحرب والسلم معا.
على الأقل هذا ما فهمه بعض المغاربة والتقطته الآذان الصماء في النظام شرق الجدار. خاصة وأن الصور التي يتم تسريبها للإعلام لا تكون اعتباطية أو بدون خلفية سياسية. وبالتالي فقد أثارت العديد من التأويلات حول مضمون الملابس الفاخرة التي ظهر بها العاهل المغربي.
في هذا الصدد، ظهر الملك محمد السادس وهو يرتدي سروال جميل جدا.. ويحمل في جوانبه عبارة مكتوب عليها “من يقرر الحرب”. هذه العبارة كانت كافية ليعلن العسكر حالة من الاستنفار القصوى داخل ثكنات بن عكنون.. في محاولة لفهم واستيعاب هاته العبارات القوية.. خاصة وأنهم يعلمون بأن ملك المغرب يحسب حساب كل كلمة أو عبارة أو إشارة.
ويبدو أن شطحات النظام العسكري لسنوات وهو يلوح بالحرب.. دون أن يجرء على التطاول على السيادة والأمن القومي للمملكة، تعكسها هاته العبارات.. والتي ربما يستفاد منها، أن قرار السلم والحرب لا يوجد في الجزائر.. على اعتبار أن الكابرانات لا يمتلكون ناصية القرار السياسي في “جزائر بني مزغنة”، بالنظر إلى أنهم مجرد كيان وظيفي يخدم أجندات ومصالح قوى أخرى.
إن إرسال هذه الرسالة (إذا صح التخمين والاجتهاد) من قلب العاصمة الفرنسية، ربما مفادها أن مركز القرار والتوجيه يوجد في باريس وليس في الجزائر.. وبأن المغرب له من الإمكانيات وطرق الضغط والمناورة ما لا تتوفر عليه “جمهورية الداي”.. وبالتالي فإن هاته الأخيرة لا تملك من أمرها ولا من رأيها شيء.. وبأن شطحاتها الأخيرة لن تجر المغرب إلى المستنقع الذي يخطط له الكابرانات.. على اعتبار أن الرباط هي من تملك قرار السلم والحرب… وأيضا التوقيت المناسب وفق تقديرات الموقف التي تمتلكها الرباط.
تعليقات
0