تمغربيت:

— باريس —

عبّر وزير الداخلية الفرنسي، برونو روتايو، عن عدم ثقته في نوايا النظام الجزائري.. وذلك رغم ترحيبه بالانفراجة الدبلوماسية الأخيرة بين البلدين. جاء ذلك خلال مقابلة أجراها الخميس مع قناة France 2، في أول ردّ فعل له على بيان قصر المرادية.. حول المكالمة الهاتفية التي جرت بين الرئيس عبد المجيد تبون والرئيس الفر نسي إيمانويل ماكرون.

وأوضح روتايو أن استئناف الحوار بين باريس والجزائر يعتبر “خطوة إيجابية”.. لكنه أشار إلى أنه لا ثقة تُمنح سلفاً، معتبراً أنه “لن يُصدق إلا ما تراه عيناه” من إجراءات ملموسة.. في إشارة إلى ضرورة التزام الجزائر بترحيل المهاجرين وقضية الكاتب الفرنسي/الجزائري بوعلام صنصال.

ودعا الوزير إلى “اعتماد الصرامة والحذر واليقظة” في التعاطي مع الجزائر.. منبها إلى أنه يمثل هذا التوجه داخل الإدارة الفرنسية.. خاصة قُبيل زيارة وزير الخارجية جان نويل بارو المقررة يوم غد الأحد.

وعن طبيعة التعامل الفرنسي خلال الأزمة، أكد ريتاليو أن “التفاوض يتطلّب دبلوماسية وحزماً معاً”.. مشيراً إلى أن وزارة الداخلية ضمنت “المزيج المناسب” من السياسة والحزم.. وذلك رغم الانتقادات التي تعرّض لها من الحكومة والإعلام الجزائريين.

وحذّر ريتاليو من إمكانية العودة إلى “التصعيد” و”إلغاء اتفاقيات 1968” المتعلقة بالهجرة إذا لم تسفر المباحثات عن نتائج إيجابية بالنسبة إلى باريس. ورغم تحميل السلطات الجزائرية ريتاليو مسؤولية تعقيد الأزمة، إلا أنه أكد على مشاركته كطرف رئيسي في ملف ترحيل المهاجرين المحكومين قضائياً وغير المرغوب في بقائهم على الأراضي الفرنسية.

من جهتها، أكدت الرئاسة الجزائرية في بيان رسمي أن الرئيسين تبون وماكرون اتفقا على:

* استئناف التعاون الأمني “بشكل فوري”.

* إعادة تنشيط التنسيق في ملف الهجرة “بما يضمن معالجة شاملة لحركة الأشخاص وفق نتائج تلبي مصالح البلدين”.

* تجديد ماكرون ثقته في “حكمة وبصيرة” الرئيس تبون.. والدعوة إلى “لفتة إنسانية” تجاه الكاتب الجزائري الفرنسي بوعلام صنصال، المحكوم عليه بخمس سنوات سجنا، نظراً لسنه وحالته الصحية.