تمغربيت:
بقلم د. عبد الحق الصنايبي
يقول المولى عز وجل في محكم تنزيله “ويوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا ( 27 ) يا ويلتى ليتني لم أتخذ فلانا خليلا ( 28 ) لقد أضلني عن الذكر بعد إذ جاءني وكان الشيطان للإنسان خذولا” صدق الله العظيم (الفرقان الآيات 27- 29).
ثلاث آيات تخبرنا بمصير من اتبع هواه وجعل الشيطان قرينه.. ووثق بقرن الشيطان إيران ومن يدور في فلكها، واعتقد بأن الحال سيدوم بقومه، ونسي بأن الشعوب مثل ما تعطيها تعطيك.. وبأن الخلق هم شهود الحق.
سقط بشار وهو حدث جلل يحتاج إلى وقفة تأمل منا قليلا ومن الجار العدو كثيرا.. خاصة بعدما رأى الجميع كيف باعت روسيا بشار بأبخس الأثمان.. وباعته إيران بلا ثمن، ولسان حال الجميع وكأنهم في يوم الحشر يقولون “نفسي نفسي”.
أقل من أسبوع كان كافيا لإسقاط الطاغية (مع تحفظنا على الطريقة والأدوات) والذي تعلق بأستار إيران وروسيا.. قبل أن يجد نفسه وحيدا طريدا شريدا ورافعا لشعار الجبناء “الشجاع هو الذي لا يستحي من الهرب”. وهو الدرس الذي يجب أن يتلقفه العسكر، ومفاده أن “المكسي بحوايج الناس عريان”.. ومكمن الأمن ومنبع الاستقرار يكمن في تعاقد اجتماعي وسياسي سليم ومبني على القبول المتبادل وعلى الحب والاحترام.. وكذا انصهار المؤسسات بين الطبقات الشعبية لتكون المعبر عنها والناطقة باسمها.
أعتقد أن السهولة التي سقط بها نظام بشار ستلهم بعض الشعوب التي ظلت منبطحة لعقود.. إن لم نقل لقرون، وأن تؤمن بأن التغيير يبدأ من الذات وبأن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.. وهي الخلاصة التي وصل إليها صاحب “شروط النهضة” الجزائري مالك بن نبي. فمتى يسترجع الشعب الجزائري دولته ونظامه ويكون له دور في توجيه ناصية القرار السياسي للجزائر؟؟
تعليقات
0