تمغربيت:
وفاء لروح الحسن الثاني رحمه الله، نواصل سرد مذكراته والتي دونها في كتابه “ذاكرة ملك”.. وهو عبارة عن حوار أجراه طيب الله ثراه مع الصحفي الفرنسي إيريك لوران..
سؤال : عندما تربعتم على العرش هل كنتم مدركين أن ملككم معرض لاجتياز لحظات حرجة؟
جواب : كلا. بالطبع كنت أعلم أن الأمر لن يكون سهلا.. والحمد لله على أن أبي كان شديد الحرص على أن أتابع دراسات معمقة في الأدب، وفي التاريخ خاصة . هكذا توفرت على ما يشبه قائمة بجميع ما يمكن أن يحصل لي. ومع هذا يجب القول بأن الحادثين اللذين وقعا سنتي 1971 و 1972 لم أكن أتوقعهما بتاتا. لم أكن أتصور أن يأتي الخطر من الجهة التي أتى منها.
سؤال : أكان لديكم الشعور بأنكم على أتم استعداد لهذه المهمة؟
جواب : قبل كل شيء سأقول لكم شيئين أعتبرهما أساسيين. فبكل صراحة إذا كان ممكنا برمجة إنسان على حاسوب فإنني أحرم على نفسي برمجة ملك. إن كل شيء رهين بطبيعة الفرد.. ثم إنني لم أفكر أبدا في ارتقاء العرش.
سؤال : هل تتكلمون بجد ؟
جواب : لقد كان أبي يكبرني بعشرين عاما. كنا نتذاكر ذات يوم، فقلت له : “إنكم سيدي في ريعان الشباب.. وسيهبكم الله عمرا مديدا، إذ ليس بيننا سوى عشرين سنة. أتتصورون سلطانا جديدا للمغرب يمتطي لأول مرة صهوة جواده للتوجه لأداء الصلاة وهو يمسك بيد مرتعشة قربوس سرجه؟ هذا مستحيل. كل ما أتطلع إليه هو أن أهبكم ولدا لتتولوا تربيته وتكوينه لأجل أن يخلفكم بعد سنين طوال، طوال.. أما أنا فلماذا أضع في ذهني شيئا لم أكن أفكر فيه؟ ذلك أنه لا يمكن اعتلاء عرش المغرب في سن الستين، لأن هذا البلد بلد شباب. لقد كان أبي في صحة وعافية جيدتين. مات في أعقاب عملية جراحية بسيطة أجريت له على وتيرة الأنف. ومثل هذه العملية هي مصدر رزق الأطباء المختصين في جراحة الأذن والأنف والحنجرة وهم يباشرونها على صبيان عمرهم ست سنوات. لقد كانت هذه العملية بمثابة سطو على حياته.
تعليقات
0