سلسلة ذاكرة ملك (11).. لا أفهم إلى الآن كيف مات والدي، ولم أكن أفكر في الحكم

السبت 1 فبراير 2025 - 09:41

تمغربيت:

وفاء لروح الحسن الثاني رحمه الله، نواصل سرد مذكراته والتي دونها في كتابه “ذاكرة ملك”.. وهو عبارة عن حوار أجراه طيب الله ثراه مع الصحفي الفرنسي إيريك لوران..

في هذه الحلقة يعترف الحسن الثاني -رحمه الله- بانه لم يكن يتوقع أن يصبح ملكا بالنظر إلى فارق السن البسيط بينه وبين والد محمد الخامس رحمهما الله.. ويعيد قصة وفاة الوالد بكثير من الألم والاستغراب.  

سؤال : عندما تربعتم على العرش هل كنتم مدركين أن ملككم معرض لاجتياز لحظات حرجة؟

جواب : كلا. بالطبع كنت أعلم أن الأمر لن يكون سهلا.. والحمد لله على أن أبي كان شديد الحرص على أن أتابع دراسات معمقة في الأدب، وفي التاريخ خاصة . هكذا توفرت على ما يشبه قائمة بجميع ما يمكن أن يحصل لي. ومع هذا يجب القول بأن الحادثين اللذين وقعا سنتي 1971 و 1972 لم أكن أتوقعهما بتاتا. لم أكن أتصور أن يأتي الخطر من الجهة التي أتى منها.

سؤال : أكان لديكم الشعور بأنكم على أتم استعداد لهذه المهمة؟

جواب : قبل كل شيء سأقول لكم شيئين أعتبرهما أساسيين. فبكل صراحة إذا كان ممكنا برمجة إنسان على حاسوب فإنني أحرم على نفسي برمجة ملك. إن كل شيء رهين بطبيعة الفرد.. ثم إنني لم أفكر أبدا في ارتقاء العرش.

سؤال : هل تتكلمون بجد ؟

جواب : لقد كان أبي يكبرني بعشرين عاما. كنا نتذاكر ذات يوم، فقلت له : “إنكم سيدي في ريعان الشباب.. وسيهبكم الله عمرا مديدا، إذ ليس بيننا سوى عشرين سنة. أتتصورون سلطانا جديدا للمغرب يمتطي لأول مرة صهوة جواده للتوجه لأداء الصلاة وهو يمسك بيد مرتعشة قربوس سرجه؟ هذا مستحيل. كل ما أتطلع إليه هو أن أهبكم ولدا لتتولوا تربيته وتكوينه لأجل أن يخلفكم بعد سنين طوال، طوال.. أما أنا فلماذا أضع في ذهني شيئا لم أكن أفكر فيه؟ ذلك أنه لا يمكن اعتلاء عرش المغرب في سن الستين، لأن هذا البلد بلد شباب. لقد كان أبي في صحة وعافية جيدتين. مات في أعقاب عملية جراحية بسيطة أجريت له على وتيرة الأنف. ومثل هذه العملية هي مصدر رزق الأطباء المختصين في جراحة الأذن والأنف والحنجرة وهم يباشرونها على صبيان عمرهم ست سنوات. لقد كانت هذه العملية بمثابة سطو على حياته.

تابعوا آخر الأخبار من تمغربيت على Google News تابعوا آخر الأخبار من تمغربيت على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من تمغربيت على Telegram

أضف تعليقك

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.

تعليقات

0

مقالات ذات صلة

الخميس 13 فبراير 2025 - 15:13

فشل آخر لنظام لا وزن لا هيبة ولا مواقف..

الثلاثاء 11 فبراير 2025 - 18:50

فضيحة.. التلفزيون السوري “الشرع رفض طلب الجزائر الإفراج عن جنود جزائريين وعناصر من البوليساريو”

الثلاثاء 11 فبراير 2025 - 17:14

وزير داخلية فرنسا يُلمح.. دولة مثل الجزائر لا يحق لها مهاجمة فرنسا لأننا نحن من صنعناها

الثلاثاء 11 فبراير 2025 - 17:05

صوت وصلني من القصر الكبير.. الأمور سليمة