تمغربيت:
وفاء لروح الحسن الثاني رحمه الله، نواصل سرد مذكراته والتي دونها في كتابه “ذاكرة ملك”.. وهو عبارة عن حوار أجراه طيب الله ثراه مع الصحفي الفرنسي إيريك لوران..
سؤال : ألم يكن لديكم أي طموح؟ جواب : لا على الإطلاق . إلا ما كان من مطمح النجاح في دور الساعد الأيمن الممتاز لوالدي. يبدو أنكم
بكينا يمكنكم تصور مداه . لقد وهبته نفسي حقا حين قلت له . وليس جواب : قبل كل شيء … كنت أكن لأبي حبا لا -: «سيدي كل ما ثقل عليكم حمله سيكون خفيفا علي » . وحينما قام بتنصيبي وليا هذا من الاستعارة في شيء معا . قلت : « لماذا هذا الحفل؟ لا أريد أن يأتي ذلك اليوم . للعهد تجلدنا طيلة الحفل. لكن عندما التحقت به أن يكون لأن مجيئه يعني غيابكم » . ذلك أنه يمكن للإنسان بكل تأكيد أن يؤدي مهمة ويخدم قضية دون. بالضرورة ملكا . لقد كان هذا رأيي ، وتوليت أنا النطق بما ا لم يكن في وسعه الجهر به . لقد كنت أتكلف بأداء المهام الدقيقة. وخلاصة القول إنني كنت أراني مساعداً للراعي أو كما كنا نسميه « المعلم» . وفي عهد الحماية كان يأتي إلى القصر بعض الشخصيات الوطنية للاتصال سرا بوالدي.. وكانوا يتنكرون في أزياء نسائية حتى لا يكتشفهم الفرنسيون. كنت أتولى نقلهم بسيارتي. وكانت الجلابيب والخمارات مكدسة في مخزن السيارة. ثم الغابة، إن منهم من لا يزال على قيد الحياة. تجرد انتهاء الاجتماع كنت أخذهم في السيارة وأنزلهم ليلا في ا وبإمكانكم أن تسألوهم. يكفيني إذن أن أشكل صحبة أبي فريقا من المتواطئين .
تستغربون ذلك؟
سؤال : نعم ، أستغرب كثيرا .
وعندما كان والدي يسافر لم يكن هناك سوى شيئين اثنين . لا يسلمهما إياي : أولهما الطابع الشريف الذي معه رمزيا. ثم مفتاحه الشخصي. وهكذا ألفيتني عدة مرات ملكا دون أن أكون كذلك. وبعد مضي ثلاثة أسابيع أو شهر كنت ألاحظ أن العب، ثقيل. وكان يسعدني إيابه كلما غاب، إذ بعد رجوعه كنت أعود الى حياتي المزدوجة: من جهة الحياة الجدية المتمثلة في العمل إلى جانبه.. ومن جهة اخرى سهراتي، ورحلاتي للخارج، والسيارات الفاخرة.
وفي رسالة تنصيبي وليا للعهد ، نوه بي أحسن ما يكون التنويه.. وبذلك أيقنت أنني نلت بطاقة تعريفي كمواطن صالح وولد بار ووسامي كمقاوم أيضا. كان يستشيرني في شؤون حياته الأسرية وبيته وحتى في همومه الشخصية. كنت سعيدا بذلك أيما سعادة.. إلا أنني أكرر قولي لكم : إنني لم أفكر قط أنني سأتولى الملك في يوم من الأيام، لأن ذلك كان عندي بمثابة مغالطة تاريخية.
تعليقات
0