تمغربيت:
وفاء لروح الحسن الثاني رحمه الله، نواصل سرد مذكراته والتي دونها في كتاب “ذاكرة ملك”.. وهو عبارة عن حوار أجراه طيب الله ثراه مع الصحفي الفرنسي إيريك لوران..
في هذه الحلقة سنتناول رد الحسن الثاني على
سؤال : ألم يبد هذا الحدث لوالدكم ، في لحظة من اللحظات ، وكانه فرصة سياسية سنحت للمغرب؟ ذلك اني استحضر هنا ما جرى في الهند ، حينما استفاد غاندي ونهرو من المصاعب التي تعرض لها الإنجليز . فهل كان ممكنا أن يفكر والدكم ، في قرارة نفسه، بأنه قد يكون من الأسهل عليه أن يتفاوض بشأن مستقبل المغرب مع ألمانيا عوض التفاوض مع البلد الذي فرض عليه الحماية؟
جواب : لم تراود هذه الفكرة والدي إطلاقا ، لقد رأيته يضع يديه على رأسه وهو يتساءل : ترى ما هو مصير بلدي؟ كيف سنستطيع التفاوض من جديد مع الألمان بخصوص وضع قائم فرضته الحماية؟ لكن تصوره للالتزام كان لا يتزعزع . وطيلة فترة الاحتلال كانت هناك لجنة للهدنة بالدار البيضاء. وقد عبر أعضاؤها ذات يوم عن رغبتهم في زيارة رياض القصر الملكي بالرباط. وقد اقترح عليهم والدي القيام بتلك الزيارة يوم السبت، ومساء يوم الجمعة توجه إلى الدار البيضاء لقضاء عطلة نهاية الأسبوع. وحضر الزوار فعلا.. ولكنهم وجدوا أنفسهم أمام قصر خال. لقد كان والدي حريصا كل الحرص على أن يعرفوا سبب ذلك الفراغ.
ومن جهة أخرى فلا سبيل للمقارنة بين الجنود المغاربة الذين حاربوا في فرنسا وجنود البلدان المستعمرة الأخرى. فالجنود المغاربة توجهوا الى فرنسا في أعقاب النداء الذي وجهه والدي وتمت تلاوته بعد صلاة الجمعة في جميع المساجد، حيث دعا فيه المغاربة الى التجند للقتال بجانب فرنسا . ولهذا السبب كان والدي هو رئيس الدولة الوحيد الذي وشح الجنرال دوغول صدره بوسام «رفيق التحرير » .
تعليقات
0