تمغربيت:

وفاء لروح الحسن الثاني رحمه الله، نواصل سرد مذكراته والتي دونها في كتاب “ذاكرة ملك”.. وهو عبارة عن حوار أجراه طيب الله ثراه مع الصحفي الفرنسي إيريك لوران.. 

في هذه الحلقة سنتناول رد الحسن الثاني على أحداث 1944.. وعلى القمع الذي قامت به بعض الأطراف العسكرية الفرنسية في المغرب في أعقاب التوقيع على وثيقة المطالبة بالاستقلال.. فيما رفضت أطراف أخرى رفع السلاح في وجه المغاربة.. معتبرة أن الفرنسيين هم فقط ضيوف على المغاربة.. 

سؤال : هل كان والدكم يشعر بعد تلك المبادرات أنه بمجرد انتهاء الحرب سيكون التفاوض بشأن نظام الحماية أكثر سهولة؟ وهل كان يعتمد على تفهم كبير للفرنسيين؟

جواب : كان والدي قدس الله روحه ، رجلا صبورا . وكان صبري لا يرقى إلى صبره . ولم يكن مثلي متفائلا بل كان ذلك الرجل الواقعي حقا مثلما كان مؤمنا بالعدالة الإلهية، وكثيرا ما كان يقول لي : « لا يمكن لفرنسا ، بعد التضحيات التي قدمها المغرب في سبيل قضيتها ، ألا تصغي إلى خطابنا وألا تتفهم مطالبنا » . إلا أن رجلا واحدا فقط هو الذي سمع خطابنا وتفهم مطالبنا … إنه الجنرال دوغول .

ففي سنة 1944 تم التعبير لأول مرة بواسطة عريضة عن المطالبة بالاستقلال. وقد أعقب ذلك قمع دموي قاده السفير بيو الذي كان أنذاك مقيما عاما بالمغرب، بينما كان الجنرال لوكلير والفرقة المصفحة الثانية مرابطين في تمارة بضواحي الرباط .

سؤال : يقال إن الفرقة المصفحة الثانية تدخلت لدعم عمليات القمع .

جواب : أبدا ، لم تتدخل قط . فبيو اتصل بلوكلير والتمس منه الدعم والمساندة . فكان جواب لوكلير : « لست هنا لأمارس القمع . ثم إن المغرب استضافنا على أرضه ليمكننا من أن نتدرب على خوض غمار الحرب. إضافة إلى أن هناك العديد من الضباط المغاربة من بين تلاميذي » . وهكذا عارض لوكلير كليا السماح بأن يشارك في عمليات الحفاظ على الأمن ولو فرد واحد من جنوده حتى ولو كان بدون سلاح.. يتبع