سلسلة ذاكرة ملك (5).. هذه الأمور جعلتني أكره الوجود الفرنسي في المغرب

الخميس 9 يناير 2025 - 22:53

تمغربيت:

 

وفاء لروح الحسن الثاني رحمه الله، نواصل سرد مذكراته والتي دونها في كتابه “ذاكرة ملك”.. وهو عبارة عن حوار أجراه طيب الله ثراه مع الصحفي الفرنسي إيريك لوران.. 

في هذه الحلقة سنتناول التصرفات التي جعلت المغفور له بإذن الله الحسن الثاني يكره التواجد الفرنسي في المغرب.. وكيف خسر المغرب سنوات قبل الاستقلال بسبب التغير الذي طرأ على السياسة الاستعمارية الفرنسية بعد شارل دوغول. 

سؤال: هل تعتقدون أن المغرب كان سيخطو نحو الاستقلال، بكيفية أسرع، لو بقي الجنرال دوغول في الحكم؟ جواب: نعم، بالتأكيد.

سؤال : هل هذا مجرد إحساس منكم أم أنكم موقنون بذلك؟

جواب : لكي يكون ذلك يقينا ، كان يتعين أن يظل الجنرال دوغول مدة طويلة في الحكم.. ليس ذلك فحسب. وإنما كان يتعين أيضا أن يكون رئيس الدولة الذي سيخلفه من أحد أتباعه. بيد أنني أظن أن «الدوغولية» ليست حركة ولا حزبا، ولكنها قبل كل شيء خُلق، وكيفما كانت درجة المحاكاة عند الأتباع يبدو من الصعب السير تماما على نهج المرشد الأول بعد عشرين سنة من غيابه.. وعلى أي حال فإنني كنت مقتنعا بأن دوغول لو ظل في الحكم لكان سيحقق طفرة نوعية باعتماد إصلاحات مهمة.

فمثلا كان سيحول دون التدخل المباشر في شؤون المغرب، وهو التدخل الذي استنكره ليوطي في تقريره المؤرخ بـ 1919 حين تحدث عن الإدارة المباشرة. وأعتقد أن دوغول كان سيعيد المعمرين إلى جادة الصواب ليحول دون تحكمهم في تعيين المقيمين العامين وإعفائهم.

سؤال : ما هو الشيء المستهجن أو الذي لم يكن ليطاق بالنسبة إليكم.. وأنتم في ريعان الشباب فيما يتعلق بالوجود الفرنسي ببلادكم؟

جواب : هل أنتم مصرون على أن أجيبكم؟

تعقيب : نعم .

جواب : طيب ، قبل كل شيء كانت هناك ظاهرة العنصرية. فبالنسبة لبعض الفرنسيين كان كل مغربي يسمى محمدا. ولم يكن من حق أي مغربي أن يخاطب بصيغة الجمع بل كانت القاعدة السائدة هي مخاطبة المغاربة بصيغة المفرد. كان والدي يحرص على أن أعيش كسائر المواطنين. لقد قضيت جميع عطلي في شواطئ الرباط والدار البيضاء. حيث كنت ألعب كرة القدم، وأغلب الظن عندي أن ذلك هو ما أتاح لي أن أعاشر أناسا أصبحوا بعد ذلك نزلاء سجون الحماية.. ثم أساتذة جامعيين. وأذكر عن تلك الحقبة أن فرنسيين خاطبوني بصيغة المفرد في مناسبات عديدة، كما وصفوني بغبي ، ورموني بلفظ «بيكو». ولقد آلمني ذلك لا بوصفي أميرا ولكنه خدشني في وطنيتي. لقد كان ذلك جرحا عميقا لا يحتمل. وبما أنكم رغبتم في التعرف على هذه التفاصيل فها أنا قد طرحتها أمامكم. لكنني أعفيكم من تفاصيل أخرى لا أرغب في التطرق اليها . واعلموا في النهاية، أنه اذا كانت هناك صداقة فرنسية مغربية صامدة رغم كل شيء.. فإننا مدينون بالكثير لفرنسيي فرنسا، فهم الذين أضفوا على هذا الرصيد من الصداقة الطلاء الواقي. ولو ظللنا نتعامل فقط مع فرنسيي المغرب فإن الحالة كانت ستؤول إلى ما لا تحمد عقباه. وذلك رغم الشجاعة التي تحلى بها بعضهم حين تضامنوا معنا.

تابعوا آخر الأخبار من تمغربيت على Google News تابعوا آخر الأخبار من تمغربيت على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من تمغربيت على Telegram

أضف تعليقك

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.

تعليقات

0

مقالات ذات صلة

الأربعاء 15 يناير 2025 - 14:47

فضيحة.. سياسي جزائري يعترف “نبيع المحروقات لفرنسا ب 20 سنتيم للتر”

الثلاثاء 14 يناير 2025 - 23:01

توقيف جزائريين حاولا التسلل إلى جماعة الزاك

الثلاثاء 14 يناير 2025 - 21:34

حقائق حول اكتشاف حيوان مفترس في المغرب

الثلاثاء 14 يناير 2025 - 13:43

دقة تابعة دقة.. الحزب اليميني الفرنسي ينتزع رئاسة مجموعة الصداقة الفرنسية-المغربية