تمغربيت:
وفاء لروح الحسن الثاني رحمه الله، نواصل سرد مذكراته والتي دونها في كتابه “ذاكرة ملك”.. وهو عبارة عن حوار أجراه طيب الله ثراه مع الصحفي الفرنسي إيريك لوران..
سؤال : لقد كانت الولايات المتحدة تنظر باستمرار نظرة اهتمام لتطور المغرب
جواب : ينبغي أن لا يغيب عن الذهن أننا أول بلد في العالم اعترف بالولايات المتحدة الأمريكية.. وذلك قبل مائتي عام. وأن أول نزاع في حياتها الدولية كان مع ليبيا، في ذلك الوقت طلبت الولايات المتحدة من جدي محمد الثالث التدخل لدى المسؤولين الليبيين. وكذلك لدى القراصنة الليبيين من أجل إطلاق سراح الأسرى.. إن هذا يوحي بأن التاريخ يكاد يعيد نفسه. صحيح أن الولايات المتحدة الأمريكية شعرت دائما بانجذاب نحو هذا، شيئا ما . إلى أننا نقع على مدخل البوغاز، إنه موقع يتميز به بلدنا.
سؤال : هل فكر والدكم أو فكرتم أنتم في وقت من الأوقات في إمكانية أن تحل الولايات المتحدة الأمريكية محل فرنسا ؟
جواب : هذا غير وارد إطلاقا لسبب بسيط، وهو أنه لا أمريكا ولا فرنسا يمكنهما بأي وجه من الوجوه أن تشكلا عنصر تعويض الواحدة بالنسبة للأخرى.. ومرد ذلك يرجع إلى ماضيهما وبيئتيهما وعقليتيهما، فحتى في زمن الحماية لم نفكر لحظة واحدة في أن تحل واشنطن محل باريس.. فالولايات المتحدة عالم آخر، ولا بد من اجتياز المحيطات لولوجه، في حين أنه منذ قرون خلت توطدت قرابة جوار تاريخي بين إفريقيا وأوروبا، وبين المغرب وفرنسا.. إنها حقائق لا يمكن أن تمحى في بضعة عقود.
لا.. بكل صراحة. لم أفكر في هذا قط طالما أنه من محض الخيال. أعتبر أن الفرنسيين نظروا دائما بشيء من العطف إلى حضور أمريكا في المنطقة. والحقيقة أن الحقبة الوحيدة التي كان بإمكان أمريكا ان تلعب أثناءها دورا في الشؤون المغربية هي حقبة السنوات الأخيرة للحماية.. لقد كان بوسعها أن تحد من نفوذ الإقامة العامة.. أو أن تحاول القيام بوساطة لإصلاح ذات البين. لكن في ذلك الوقت كانت أمريكا مهتمة أساسا بمنظمة حلف الشمال الأطلسي «الناتو» التي كان مقرها في مارن لاكوكيت ( بفرنسا ).
تعليقات
0