تمغربيت:
بقلم د. عبد الحق الصنايبي
طعنة في الظهر تلك التي تلقاها الشعب المغربي المسكين من الرئيس والزعيم والقائد عبد المجيد تبون.. والذي تنكر لدعوات المغاربة له أثناء الاستحقاقات الانتخابية الأخيرة وتضامنهم معه ضدا على محاولة العصابة والمعارضة على السواء النيل من سمعته ومن تاريخه النضالي العظيم.. واستبشروا خيرا بعد الإعلان عن فوزكم الساحق الماحق في انتخابات رئاسية تعتبر مضربا للمثل في النزاهة والشفافية وخير تنزيل للمبادئ الديمقراطية.. لتثبت جزائر بني مزغنة أنها فعلا مهد الممارسة الديمقراطية ومدرسة في تدبير اللعبة السياسية.. كيف لا وهي من هي، لم يسبقها إلى السياسة قوم ولا إلى الدين رسول ولا إلى الحضارة بشر.
الأمل المفقود..
لقد كان المرارِكة يمنون النفس ويطمعون في كرم عظيم إفريقيا أن يرفع عنهم الحيف والتضييق وأن يساعد في فتح الحدود وتخفيف الضغط عن المواطن المغربي المقهور.. ويسهل لهم الدخول إلى أرض الاحلام وبلاد العجائب ومهبط الوحي وبداية الرسالات ومنتهاها.. وأن يكون فاتحة خير وبارقة أمل لأبنائه المغاربة من أجل العبور إلى جزائر التاريخ والحضارة.. والتقدم والازدهار بدل الاستمرار في العيش داخل مغرب لا يمكن بأي حال من الأحوال مقارنته بدولة هي ثالث اقتصاد في العالم وبنيتها التحتية لم تصلها لا دول الخليج ولا أوروبا والدولة المتقدمة ولم يحلم بها حتى الجن الذي تم تسخيره لخدمة نبي الله سليمان..
لماذا غضب تبون؟
فما الذي ينقمه علينا الزعيم تبون ؟؟ أحببناك ودعونا لك بالتوفيق والسداد.. بل وأعربنا عن استعدادنا للتصويت والدعم.. ولهجت ألسننا بعبارات “عاش عمي تبون ولا عاش من خانه”.. ولكن الجزاء لم يكن من جنس العمل، وجاءتنا الصدمة من أقرب الناس إلينا.. ليذرف المغاربة الدموع من طنجة إلى الكويرة ومن وجدة إلى الصويرة.. وهذا والله هو سوء المنقلب الذي يتعود منه المسلم في صلاته وأذكاره.
لقد كانت جل أحلامنا ومنتهى أمانينا أن نزور ما جادت به الحضارة على بلاد الجزائر.. وان تطأ أرجلنا مهد الرجال وأرض الشهداء الأبرار.. وكنا نمني النفس بالتجول بين أزقة القصبة والتي كانت شاهدة على المغامرات العاطفية النسائية والذكورية لياسف السعدي وعلي لابوانت.. أبطال معركة الجزائر الخالدة.. وكنا نتطلع إلى زيارة أحياء بوسعادة وفيلاج اللفت.. ولما لا الحج نحو قبيلة أولاد نايل حيث الجمال وحسن المآل وملاذ التنفيس عن الأحوال..
فأين الدين وأين الإنسانية وحق الجار والجوار.. وأين الاعتراف والمعاملة بالمثل لشعب كان يريدكم ان تبادلونه الحب بالحب والوفاء بالوفاء وحسن التعبير والثناء.. وأين شعارات الجزائر مكة الثوار وقبلة المقهورين والمضطهدين.. وملاذ الفقراء والمحرومين؟؟
فهل استخسر فينا عمي تبون نعمة الطوابير الطوال والركوب في الحافلات التي تعتبر بحق تحفة العصور وغابر الازمان.. وما مصير المغاربة الذين كان لهم الشرف في نقل الفن والتراث والحضارة من مملكة فاس إلى إمبراطورية الجزائر.. وهل ستطبق فيزا “شنكريحن” على جميع المغاربة دون استثناء أم أن هناك استثناءات لبعض من قدموا خدمات جليلة لقصر المرادية وثكنات بن عكنون ؟؟ وهل الإخوة الخونة والأشقاء الانفصاليون يشملهم هذا الإجراء أم أنه إجراء عام يشمل المغاربة اللئام والخونة الكرام ؟؟
فيزا شنكريحن
هي إذا فيزا “شنكريحن”.. ذلك الحلم البعيد المنال وذلك الفوز الذي لا يناله إلا ذو حظ عظيم.. وذلك الأمل الذي يهون من أجل تحقيقه الزهد في الوطن والمبادئ وحتى الثوابت..
نعم أيها السادة إنها الصدمة التي ما بعدها صدمة وهو المصاب الجلل الذي لا يضاهيه ولا يدانيه مصاب.. وهي الكارثة التي حلت على المغرب واقتصاده وأهله.. حيث انهارت بورصة الدار البيضاء ومعها سعر صرف الدرهم.. وارتفعت بسببها نسبة التضخم، بل وقد يؤثر هذا القرار حتى على قدرة المغرب على استضافة تظاهرات عالمية وعلى رأسها مونديال 2030..
فالله الله عمي عبد المجيد تبون في هذا الشعب المغربي البسيط والله الله في قوم لا حول لهم ولا قوة.. وإذا كنا قد أخطأنا وتناولنا قضية الصحراء الشرقية المغربية وناقشنا حياة الأجير عبد القادر بقليل من التبجيل والتقية فزلة معذورة وغلطة مغفورة وتوبة مجبورة.. ونعدكم بأننا سنعيد النظر في القناعات وسنعيد صياغة الشعارات والعبارات لأنه لا قبل لنا على العيش بدون حلم الوصول إلى جنة الجوار والنعيم شرق الجدار وأن تطأ أرجلنا معقل ملايين الشهداء الأبرار وملايير المجاهدين الثوار.. فاصفح الصفح الجميل وسنكون لأنعمكم من الشاكرين ولآلائكم من الذكرين.
حفظ الله عمي تبون بما حفظ به الذكر الحكيم وأدام عليم موفور الصحة والعافية.. وأطال ملكه وأدام حكمه وجعل العسكر عماد سلطته وأداة بطشه.. وأهلك من عارضه وأباد من خالفه ولا عاش من خانه.. في أمان الله
متطلبات الفيزا يعني الاوراق : اجمع كل ورقة وجدتها ابتداءا من باب داركم حتى وصولك للسفارة الجزائرية. مقبول ان شاء الله.