تمغربيت:
بقلم وفاء حلاق
“حشومة” و”عيب” كلمتان عاميتان.. “بالدارجة” المغربية اختزلتا.. جملة من الأعراف والقواعد التأديبية المجتمعية، كما أنهما ساهمتا في تأطير وتربية اجيال من الأمة المغربية، وأبانت هذه التربية حسن استقامة آبائنا وأجدادنا.. بحيث أن “حشومة” و”عيب” كانتا بمثابة قاعدتين عرفيتين مقدستين، اذ كان الناس يخشون نعتهم بحشومة.. في جو من الحشمة والاستقامة كما كان.. حسن الخلق امتياز وسلاطة اللسان المعرفية غرور. حتى أصبحنا في زمن كل ما كان.. ينعت بــ “حشومة” و “عيب” صار “بوز” و كبس في “التيكتوك “.
أصبح الذل والتكبيس والانحلال الاخلاقي اجتهاد وفخر للبعض، لدرجة أصبح البعض يتشبه بالأواني المنزلية والحيوانات و غيرها. مما جعل المنطق يبكي في الزاوية على هذا الواقع الأليم.
إن نهضة التيكتوك أصبحت كارثة.. بكل المقاييس دينيا واجتماعيا وحقوقيا، لها تداعيات وخيمة كالإجهار بالمساوئ والافتخار بها. وإنها لعمري الكارثة التي ستعقبها أزمة وهزة في نفوس الناس، كما أصبحت هذه الظاهرة مُسَلم بها.. وبات مفروضا على الكل أن يتابع هذه المحتويات المنحطة واللا أخلاقية.
فبالرغم من الدور الإيجابي الذي يلعبه.. تطبيق “تيكتوك” في مجال التجارة الالكترونية والتسويق الرقمي ونشر الوعي وتبادل الأفكار.. إلا أن البعض قد استغله لأغراض سلبية ماسة بالسمعة الرقمية المغربية.
هذه الفئة لم تقتصر فقط على نشر الرذيلة.. بل تعداه الأمر الى المس بالثوابت المقدسة للبلاد.. واستخدام ممارسات لا أخلاقية مخالفة للقوانين، مما ساهم في شن حملة هجوم شعبية.. تدعوا إلى تدخل الهيئات المعنية لتعقب المستخدمين، وتناشد بضرورة تقنين الولوج الى المواقع الافتراضية.. مع المطالبة بفرض عقوبات قانونية ضد كل مخالف لأعراف المجتمع المغربي، ولم لا القيام بحملات تحسيسية توعوية موجهة.. للمجتمع الناشئ حول حسن تدبير واستثمار هذه المواقع الافتراضية.