تمغربيت:

بقلم الأستاذ: بلال لمراوي

تعد زيارة الرئيس الموريتاني للمغرب ذات أهمية قصوى حيث تأتي بعد عدة تحركات للجانب الجزائري من أجل تطويق المغرب.. وفصله عن عمقه الإفريقي.
فبعد فشل النظام الجزائري في شل الحركة الاقتصادية عبر المحور الحدودي الكركرات.. وتسخيرها لميليشياتها الارهابية من أجل غلق هذا المنفذ البري في وجه الحركة الاقتصادية والتجارية.. تدخلت القوات المسلحة الملكية من أجل تصحيح الوضع وفتح المجال للحركة التجارية.. وغلق الطريق على الميليشيات الانفصالية لكي لا تتكرر مثل هاته العمليات الإجرامية.

الجزائر تضغط على موريتانيا

وبعد أن يئست الجزائر من هذه الورقة الفاشلة قامت الجزائر في الآونة الاخيرة بالضغط على الجمهورية الإسلامية الموريتانية.. من أجل تسويق نفسها على أنها البديل الاكثر نفعية للمصالح الاقتصادية الموريتانية.. وجعل طريق تندوف الزويرات هو الوسيلة من أجل تحقيق الهدف الأول وهو تطويق المغرب.. فيما قبلت موريتانيا هذه المبادرات الجزائرية انطلاقا من منطق أنها ستربح بنية تحتية تربطها بالجزائر وهو أمر سيادي المغرب لا يتدخل فيه.

تبون في موريتانيا.. والهدف تطويق المغرب

كذلك زيارة الرئيس الجزائري لموريتانيا في محاولة لتوريط موريتانيا وتأزيم علاقتها مع المملكة المغربية.. وأمام وعي القيادة السياسية في موريتانيا على أن الانغماس في هذا المحور قد يجعل الجانب المغربي يعتبر أن موريتانيا صارت رهينة الطغمة العسكرية في الجزائر.. وما ستخلفه من اشكالات في العلاقات الثنائية، جاء الجواب بشكل سريع حيث زار فخامة الرئيس الموريتاني ولد الشيخ الغزواني المغرب والتقى بجلالة الملك محمد السادس نصره الله.. للتأكيد على عمق العلاقات بين البلدين ومدى تطور الشراكة الثنائية والتأكيد على ضرورة التنسيق مشترك من أجل سلامة وسلاسة التبادلات والنقل التجاري بين البلدين.

شراكة استراتيجية بين المغرب وموريتانيا

 وأعلن قادة البلدين الانخراط المسؤول في المشروع الإستراتيجي المرتبط بمد الغاز من نيجيريا عبر دول الساحل.. ثم موريتانيا وصولا إلى المغرب وأوروبا.. وأيضا التأكيد على ضرورة تسهيل ولوج الدول الحبيسة جغرافيا والتي ليست لها منافذ على الواجهة الأطلسية في إطار المبادرة الملكية.

في هذا الصدد يَعتبر المغرب موقف موريتانيا جد مهم حيث أن موريتانيا هي الدولة التي تحد أغلب الحدود المغربية المستهدفة من طرف الخصوم..  كذلك فإن العلاقات الإيجابية مع الجارة الموريتانية ستخدم الرهانات المغربية في تنمية اقاليمه الجنوبية.

وفي ما يتعلق بموقف المغرب من علاقه موريتانيا بجبهة بوليساريو فيجب أن نعي أن موريتانيا لها وضع خاص.. لأنها جاءت في موقع جيو سياسي يجعلها تلتزم الحياد في هاته القضية، لأن أمنها القومي يفرض ذلك. فأي انحياز لطرف على طرف آخر هو تهديد لمصالح الدولة الموريتانية في علاقاتها مع الطرف المقابل.

وفي اعتقادي أن المغرب عليه أن يؤمن أن حياد موريتانيا لا يضر.. مادام أننا نجد فيه الشريك الاستراتيجي الذي يمكن العمل معه للنهوض تنمويا بالمنطقة. ويبقى حياد موريتانيا هو منطلق أية وساطة (إذا توفرت مجموعة من الشروط) بين المغرب والجزائر.. إن كانت هناك أفق للمصالحة أو الرجوع إلى الحد الأدنى من العلاقات الثنائية بين البلدين.