تمغربيت:
بقلم الأستاذ: طارق القاسمي
في خطوة تبدو ظاهرها مهنيا، احتضن مقر النقابة الوطنية للصحافة المغربية لقاءً تنسيقيا مع مدير المركز القطري للإعلام، تحت شعار “تعزيز التعاون الإعلامي العربي”. غير أن هذا اللقاء، الذي جاء في سياق إقليمي دقيق، يثير أكثر من علامة استفهام حول خلفياته وأهدافه الحقيقية.. خاصة في ظل المعطيات الخطيرة المتوفرة حول توظيف قطر للإعلام كأداة لاختراق الدول وزعزعة استقرارها.
اعتراف قطري بمشاريع الاختراق العربي
فقد سبق لرئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري السابق حمد بن جاسم آل ثاني أن اعترف، بالصوت والصورة.. بأن قطر كانت تدفع رواتب لصحفيين وإعلاميين عرب للترويج لأجندتها داخل بلدانهم، بل ذهب أبعد من ذلك بالقول إن بعضهم أصبحوا نوابا يُحتفى بهم باعتبارهم “وطنيين”.. بينما هم في الأصل يشتغلون لصالح الدوحة.
لقاء غريب وأجندة مجهولة
في هذا السياق، لا يمكن التعامل مع لقاء “النقابة” و”المركز القطري” كتحرك بريء، خاصة في ظل تاريخ طويل من استعمال قطر لمؤسسات إعلامية ومراكز بحث كواجهات سياسية مؤدلجة.. تخدم الإسلام السياسي وتيارات الفوضى، وتُجنّد الأقلام لخدمة مشروع “الربيع العربي” المستورد.
المشهد الإعلامي المغربي لم يكن بمنأى عن هذه الاختراقات.. والدليل ما كُشف سابقا من معطيات دقيقة حول امتلاك توفيق بوعشرين لحساب بنكي خارجي تُضخ فيه تمويلات مشبوهة مرتبطة بعزمي بشارة، أحد أبرز أذرع قطر الإعلامية والفكرية. وقد اشتغل معه في مشروعه كل من يونس مسكين وحنان بكور، اللذين عادا اليوم من بوابة جديدة عبر موقع “صوت المغرب”.. الذي لا يُخفي انخراطه في نفس الخط التحريري الموجه.
حق مكفول.. ولكن
إذا كان من حق المؤسسات النقابية أن تنفتح على نظيراتها في الوطن العربي.. فإن الانفتاح على مؤسسات قطرية ذات سجل مشبوه في توجيه الإعلام وتفكيك المجتمعات يجب أن يطرح أكثر من علامة استفهام ويجب عدم السكوت عنه يمر مرور الكرام.. كما على كل جهة معنية بحماية الرأي العام المغربي وسيادة الإعلام المغربي أن تتدخل بحزم ضد أي محاولة اختراق خبيثة. فالمركز القطري للإعلام، كمؤسسة غير معروفة بالحياد.. لا يجب أن يتحول إلى بوابة خلفية لإعادة تدوير مشروع إعلامي قديم بأدوات جديدة.
الصحافة المغربية لا تحتاج إلى دعم مؤدلج، بل إلى حماية سيادتها واستقلاليتها من أي اختراق خارجي، مهما تلطف في العبارة وتزيّن في الشعارات.
ويبقى السؤال الأهم: من يقف وراء هذا اللقاء ولماذا ؟
تعليقات
0