ميناء بجاية يفضح عسكر الجزائر: التطبيع في الخفاء والكذب في العلن

الخميس 24 أبريل 2025 - 00:57

تمغربيت: 

في مشهد يعكس التناقض الحاد بين الخطاب الرسمي والممارسة الفعلية.. فجّرت رحلة سفينة الشحن “CAPTAIN CHRISTOS” موجة من التساؤلات حول مدى التزام النظام الجزائري بالمواقف التي يعلنها على المنابر الدولية.. بشأن القضية الفلسطينية ومناهضة التطبيع مع إسرائيل.

السفينة، التي رست بميناء بجاية الجزائري بتاريخ 11 أبريل 2025.. ظهرت بعد أيام فقط وهي ترسو بميناء أشدود الإسرائيلي يوم 18 أبريل.. ما يطرح علامات استفهام كبرى حول طبيعة الحمولة التي غادرت بها الجزائر.. ومدى علم وموافقة السلطات الجزائرية على هذه الوجهة الحساسة.

هذه الواقعة تأتي في وقت يحرص فيه النظام الجزائري على تصدير خطاب قوي يدعي من خلاله دعم القضية الفلسطينية ورفض التطبيع.. حيث لا تغيب هذه العبارات عن أي خطاب رسمي أو مداخلة دبلوماسية. غير أن الواقع يكشف عن ممارسات مغايرة تعكس ازدواجية واضحة بين القول والفعل.

ويتساءل مراقبون عن أسباب هذا الصمت الرسمي تجاه الحدث.. معتبرين أن ما وقع يُعدّ انتكاسة أخلاقية وسياسية، خصوصًا أن نفس النظام كان سبّاقًا إلى مهاجمة دول وشعوب أخرى اتخذت خطوات نحو التطبيع، في وقت يبدو فيه أنه يمارس ذلك في الخفاء.

ودعى نشطاء إلى فتح تحقيق شفاف يوضح للرأي العام تفاصيل ما حدث.. ومساءلة الجهات المسؤولة عن السماح لسفينة تمر عبر ميناء جزائري بالتوجه نحو مرفأ إسرائيلي. كما طالبوا بالكشف عن نوعية البضائع المشحونة، وعن الجهة التي نسّقت هذا المسار البحري المثير للجدل.

الحادثة تسلط الضوء على الاستغلال السياسي للقضية الفلسطينية.. حيث تتحول إلى أداة دعائية لتبرير السياسات الداخلية وتوجيه الرأي العام.. في حين تستمر المصالح الاقتصادية والصفقات التجارية في المضي قدمًا بمعزل عن الخطاب الثوري والشعارات المرفوعة.

ويبقى السؤال الأهم: هل سيجرؤ الإعلام الرسمي على تناول هذه الفضيحة بنفس الحدة التي يتناول بها أي خطوة تطبيعية تقوم بها دول أخرى؟ أم أن المعايير ستبقى مزدوجة بحسب مصلحة النظام الحاكم؟

تابعوا آخر الأخبار من تمغربيت على Google News تابعوا آخر الأخبار من تمغربيت على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من تمغربيت على Telegram

أضف تعليقك

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.

تعليقات

0

مقالات ذات صلة

الأحد 18 مايو 2025 - 15:23

صحفي أمريكي: المغرب يصدر نموذجاً عالمياً للشرطة الحديثة بقيادة الحموشي

السبت 17 مايو 2025 - 23:57

ظاهرة دبلوماسية: السفير الجزائري في باريس يرفض العودة إلى بلاده

السبت 17 مايو 2025 - 16:31

قمة بغداد: الملك يوجه رسالة قوية ويأمر بإعادة فتح سفارة المغرب في دمشق

السبت 17 مايو 2025 - 12:51

تبون يدخل.. والتمثال يهرب: عندما يصبح النحس جزءاً من البروتوكول!