تمغربيت: 

في ضربة جديدة لمزاعم “جبهة البوليساريو” الإرهابية حول “نضالها السلمي”.. كشف تحقيق استقصائي نشره “تلفزيون سوريا” استنادا إلى وثائق استخباراتية سورية سرية، عن وجود تنسيق أمني وعسكري مباشر بين البوليساريو والنظام السوري السابق.. وذلك بوساطة جزائرية ودعم واضح من إيران وحزب الله اللبناني.

الوثائق الصادرة عن “الفرع 279” التابع لإدارة المخابرات العامة السورية.. والمؤرخة في 1 فبراير 2012، تتحدث صراحة عن اتفاقات ميدانية شملت استقبال 120 عنصرًا من ميليشيا البوليساريو، لتلقي تدريبات عسكرية متقدمة على أيدي ضباط الجيش السوري.. وهو التعاون الذي وصفته الوثيقة بـ “التعاون في إطار تبادل الخبرات القتالية”.

المثير أن هذا البرنامج التدريبي لم يكن بغطاء سياسي فقط.. بل تم بإشراف وتنسيق مباشر من وزارة الدفاع السورية، وبمشاركة عناصر من فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، وكوادر من حزب الله.. وهو ما يكشف عن عمق ارتباط البوليساريو بمحور الممانعة وتورطها في شبكات عابرة للحدود.

تحالف مظلم

هذا التحالف المظلم، حسب ما جاء في المذكرة الاستخباراتية، يتجاوز مجرد تبادل المعلومات، ليصل إلى حد التخطيط والتنسيق العملياتي.. في ما يسمى بـ”التحالف الثلاثي” بين الجزائر، النظام السوري، والبوليساريو. ويتجلى ذلك من خلال الاجتماعات السرية التي جمعت ممثلين عن الجبهة مع ضباط سوريين ولبنانيين.. في تحد صارخ للقرارات الأممية التي تدعو لحل سياسي وسلمي للنزاع المفتعل في الصحراء المغربية.

الكشف يعزز الشكوك القديمة التي كانت تحوم حول ارتباط البوليساريو بمحاور تهدد الأمن الإقليمي.. ويطرح تساؤلات عميقة حول الدور المزدوج الذي تلعبه الجزائر: من جهة تدعي دعم الحلول السلمية، ومن جهة أخرى ترعى وتنسق برامج عسكرية مع جهات مصنفة دوليًا ضمن المحاور المزعزعة للاستقرار.

إن هذه المعطيات، التي تؤكدها وثائق رسمية، تستدعي تحركًا مغربيًا دبلوماسيًا قويا لفضح خلفيات هذا النزاع المفتعل.. وتعريته أمام المنتظم الدولي، وكشف حقيقة الجبهة الانفصالية التي تقدم نفسها كحركة تحرير، بينما هي في الواقع جزء من تحالف عسكري استخباراتي يهدد الأمن المغاربي والعربي.