تمغربيت:
بقلم الأستاذ: أحمد الدافري
هنا لدينا نسخة من العدد رقم 1197 من الجريدة الرسمية للجزائر الفرنسية، الصادر بتاريخ 30 يونيو 1852، وذلك قبل أن يتم تنظيم استفتاء استقلال الجزائر عن فرنسا ب 110 من السنوات.
هذه الجريدة الرسمية التي بدأت تصدر في مدينة الجزائر سنة1831، أي بعد سنة من احتلال فرنسا لإيالة الجزائر التركية، اسمها MONITEUR ALGÉRIEN، وهي تتوزع على جزء رسمي خاص بإصدار النصوص التشريعية والتنظيمية للمستعمَرة الفرنسية، وبجزء غير رسمي خاص بالنصوص والتشريعات والقوانين والأنظمة في عهد السلطة التركية التي كانت تحكم إيالة الجزائر قبل أن تحتلها فرنسا.
في الصفحة الثالثة من هذا العدد، نجد عرضا في الجزء غير الرسمي، لأسماء كان يسمي بها الأتراك في الجزائر مسؤولين في مناصب السلطة، ونجد في هذه الصفحة اسم “المزوار” LE MEZOUAR.
تعريف المزوار كما هو مكتوب في هذه الصفحة، هو كما يلي :
● المزوار، المعروف أيضًا باسم “قايد الليل”، هو المسؤول عن سلطة شرطة المدينة، خاصة أثناء الليل.
وله تحت أوامره عملاء يسمون “حرس”، ومديرهم يسمى “باش ساكدجي”.
هو مسؤول أيضًا عن مراقبة النساء العموميات (النساء الممارسات للدعارة)، وتسجيلهن في السجل، وتحصيل الضريبة التي يخضعن لها.
ويدفع كل شهرين للخزانة عائدات هذه الضريبة التي يحصل على خصم منها يشكل راتبه.
(أي أن راتبه الشهري يأخذه من نسبة من عائدات تجارة الدعارة، أي أنه ينطبق عليه ما ينطبق على الممارس لمهنة القوادة، لذلك كان يسمى قايد الليل).
والمزوار له سجن مخصص لهؤلاء النساء فقط.
وله بالإضافة إلى ذلك، مهمة الإشراف على السجن، وتنفيذ العقوبات الجسدية التي يتم توقيعها في حق المعنيين.
وتعليقا من الجريدة على مهنة المزوار في الجزائر خلال حكم الأتراك، نجد ما يلي :
لقد كان منصب المزوار موضع احترام في السابق، لكن أصبح يُنظر إليه نظرة سيئة جدا، منذ أن أصبحت مراقبة النساء ذوات الحياة السيئة في نطاق صلاحياته.
ندعو إذن، أي ذبابة من ذباب العالم الآخر المسلط على الصفحات المغربية، أن يطلع على هذه الوثيقة قبل أن يتحدث بالسوء عن نساء المغرب.
وهذا ما كان.
تعليقات
0