تمغربيت:
بقلم: وليد كبير
تراجعت اليوم الاثنين العقود الآجلة لخام برنت بنسبة 3.5% لتصل إلى 63.20 دولارًا للبرميل بينما انخفضت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بنسبة 3.6% لتسجل 59.64 دولارًا للبرميل فيما خسر سعر الغازوال (المازوت) ببورصة لندن ما يقارب 100 دولار للطن الواحد خلال الأسبوع الأخير.
يأتي هذا التراجع بعد إعلان الصين فرض رسوم جمركية إضافية بنسبة 34% على السلع الأمريكية ردًا على الرسوم التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
هذا التصعيد في الحرب التجارية دفع المستثمرين إلى توقع احتمالية أكبر لحدوث ركود اقتصادي عالمي.. بالإضافة إلى ذلك قررت مجموعة أوبك+ زيادة الإنتاج بمقدار 411,000 برميل يوميًا اعتبارًا من مايو مما زاد من الضغوط على أسعار النفط.
ويحذر المحللون من أن هذه التطورات قد تؤدي إلى استمرار تراجع الأسعار خاصةً إذا استمرت التوترات التجارية وتباطؤ النمو الاقتصادي العالمي.. فيما تشير بعض التوقعات إلى إمكانية انخفاض سعر خام غرب تكساس الوسيط إلى ما بين 50 و55 دولارًا للبرميل.. إذا استمرت هذه العوامل في التأثير على السوق
وماذا عن الجزائر ؟!
وضع الجزائر سيكون حرجًا جدًا في ظل استمرار انهيار أسعار النفط لعدة أسباب أهمها:
الاعتماد المفرط على المحروقات حيث يشكّل النفط والغاز أكثر من 90% من عائدات الصادرات الجزائرية.. كما يمثل حوالي 60% من ميزانية الدولة. ومع انخفاض الأسعار سيتقلص الدخل القومي بشكل مباشر مما سيؤدي إلى عجز في الميزانية وضغط على احتياطات العملة الصعبة..
كما أن استمرار انخفاض أسعار النفط، يعني اللجوء المتزايد إلى احتياطات الصرف أو طباعة النقود وهو ما يؤدي إلى تضخم وغلاء المعيشة.
إن فشل النظام الجزائري لعقود في تنويع الاقتصاد الوطني ادى لعدم وجود بدائل حقيقية تعوض الخسائر في النفط.. حيث يعتمد النظام على الريع النفطي لشراء السلم الاجتماعي.. عبر دعم الأسعار والمواد الأساسية، وفي حال انهيار هذه الإيرادات سيجد صعوبة في احتواء الغضب الشعبي.. أو تمويل مشاريع التهدئة خصوصاً في ظل الشباب العاطل والمجتمع الساخط.
تعليقات
0