تمغربيت:
بعد استقلال المغرب عن الحماية الإسبانية والحماية الفرنسية في عام 1956.. أصدرت حكومة عبد الله إبراهيم قرارا بسحب العملة الإسبانية من التداول في شمال المغرب، واستبدالها بالدرهم المغربي الجديد.. قصد تسريع استقلال المغرب عن الأنظمة النقدية للمستعمر الإسباني..
وبعد 6 أشهر من نفس السنة سيتم سحب الفرنك الفرنسي أيضا.. ففي 1 غشت 1958، تم سحب الفرنك الفرنسي من التداول في جميع أنحاء المغرب.. واستبداله بالدرهم المغربي بنفس السعر، كنتيجة لاتفاق بين الحكومتين المغربية والفرنسية.. على إنهاء الاتحاد النقدي بين البلدين، وإعطاء المغرب الحق في إصدار عملته الخاصة وتحديد سعر صرفها.
ومثّلت هذه القرارات السيادية، جزءا من سياسة الحكومة لتوحيد النظام النقدي المغربي (ما بعد الاستقلال) والتخلص من الاعتماد على العملات الأجنبية.. مما شكّل خطوات هامة في تأكيد استقلال المغرب وسيادته على شؤونه المالية والاقتصادية، وكذا تعزيز الهوية الوطنية للشعب المغربي.
أيضا مهدت هذه القرارات لإنشاء بنك المغرب كمؤسسة مركزية مسؤولة عن السياسة النقدية والاحتياطي النقدي والإشراف على القطاع المصرفي.
وأمر جلالة الملك محمد الخامس باقتراح من حكومة عبد الله إبراهيم بتأسيس بنك المغرب في 30 يونيو 1959.. كمؤسسة عمومية تتمتع بالاستقلال الذاتي.. ليحل محل ما كان يعرف ب “البنك المخزني المغربي ” كمؤسسة دولية تأسست في 7 أبريل 1906 بموجب ميثاق الجزيرة الخضراء.. حيث كان للمغرب امتياز سك النقود وإصدار الأوراق المالية (في المغرب) .. بينما كان رأسماله موزع بين الدول الموقعة على المعاهدة ومجموعة من البنوك الفرنسية..
هذه محطة من محطات أشكال الاستقلال الحقيقي الذي سار عليه المغرب.. من الاستقلال السياسي إلى الاستقلال المالي، إلى الاستقلال الاقتصادي.. وغيرها من أشكال ومظاهر الاستقلال والسيادة الوطنية ..