تمغربيت:
بقلم الأستاذ: نبيل هرباز
في مشهد لا يحدث إلا في جمهوريات #البروباغندا، خرج علينا قبل ايام فقط العميد رشدي فتحي موساوي، مدير المخابرات الخارجية الجزائرية (#DGDSE)، في سابقة فريدة، لا ليستعرض إنجازاً استخباراتياً، بل ليلقي محاضرة رنانة عن كيفية “مواجهة الحروب الإلكترونية والتصدي للأخبار الكاذبة”!
نعم، صدق أو لا تصدق… رأس جهاز #التضليل يتحدث عن مقاومة التضليل!
ولأن التوقيت لا يخلو من كوميديا سوداء، فقد تزامنت تصريحات العميد مع آخر اختراعات التلفزيون الجزائري الرسمي في حلقة جديدة من مسلسل “حين يفقد الإعلام البوصلة والعقل”، خرج علينا بـ”سبق إعلامي عالمي” يليق بمستوى إنتاجه المعروف: المغرب حفر نفقاً إلى الجزائر لتهريب المخدرات!
لكن المفاجأة الكبرى؟ الفيديو المرفق بالتقرير ليس من الحدود الشرقية، بل من مدينة سبتة المحتلة، وسبق أن بثّته قناة إسبانية قبل أشهر عن نفق محلي لا علاقة له بالجزائر… إلا إذا كانت سبتة، في مخيلة التلفزيون الجزائري، أصبحت ضاحية من ضواحي تلمسان
المثير للضحك (والرثاء)، أن هذه ليست أولى حلقات “كذب على المكشوف”. فقد اعتاد التلفزيون الرسمي، منذ نشأته، على توزيع الأكاذيب بالمجان: من #المغرب الذي أصبح “عدواً أزلياً”، إلى #الإمارات التي تحوّلت فجأة إلى “دويلة”، والآن إلى نفق خيالي لا يربط سوى عقلية النظام بواقع مفكك.
وعليه، نطالب بتسجيل هذه اللحظة في أرشيف التاريخ العربي:
الجهة التي تصنع الأكاذيب وتوزعها يومياً… تطالب العالم بالتصدي للأخبار الكاذبة!
باختصار، يبدو أن الجيش الإعلامي الجزائري بات يعاني من “تضخم في الخيال وتورم في النفاق”، ويحتاج إلى نفق فعلي… يوصله إلى الواقع.
تعليقات
0