تمغربيت:
بقلم الأستاذ مصطفى البختي
بعد فتح النظام العسكري الجزائري مجاله كقاعدة خلفية استراتيجية لإيران، وأصبح يوفر قاعدة عملياتية مهمة للمصالح الإيرانية، تحولت الجزائر إلى معقل استراتيجي لإيران في أفريقيا، وأصبحت علاقتها مع إيران أوثق على أساس تقارب المصالح بين الطرفين، بهدف تحقيق أهداف سياسية وأيديولوجية، وتوفير غطاء للجهود الإيرانية بتعاون ميداني.
هذه العلاقة المتناغمة تتغذى من التحولات الإقليمية، حيث تتلاقى المصالح الإيرانية مع أجندة النظام العسكري الجزائري في المرادية، الذي يعيش وضعًا معقدًا وهشاشة كامنة في نظام سلطته المطلقة الانقلابية، وسط صراع أجنحة جنرالاته وأجهزة مخابراته.
كشفت ساحل إنتليجنس (Sahel Intelligence) عن نقل النظام العسكري الجزائري كمية كبيرة من النفايات المشعة الناتجة عن الطب النووي إلى إيران بشكل سري، لاستخدامها في القنابل القذرة كسلاح قاتل، وهي من الأسلحة الأكثر سرية لدى الحرس الثوري الإيراني.
هذه النفايات المشعة التي يرسلها النظام العسكري الجزائري إلى النظام الصفوي الشيعي الإيراني تُصنّف كنفايات طبية، وتثير قلقًا كبيرًا بسبب عملية نقلها السرية، المنظمة خارج أي إطار قانوني أو إشراف دولي، مما يثير مخاوف جدية بشأن الغرض الحقيقي من هذه الشحنات، في سياق إقليمي يتسم أصلًا بتوترات شديدة وانعدام ثقة متزايد في البرامج النووية غير المُعلنة.
حيث يُمكن إعادة استخدامها في بعض العمليات الحساسة، خصوصًا وأن هذه المواد تحتوي على نظائر مشعة مثل السيزيوم-137 أو الكوبالت-60، والتي يمكن إعادة استخدامها في تصنيع القنابل الإشعاعية، المعروفة باسم “القنابل القذرة”.
هذه القنابل الإشعاعية/القنابل القذرة، وعلى النقيض من الأسلحة النووية التقليدية، لا تسبب انفجارًا نوويًا، لكنها تنشر جزيئات مشعة على مساحة واسعة، مما يؤدي إلى تلويث البيئة وإثارة الذعر.
وبحسب مراقبين دوليين ومصادر أمنية، تمتلك إيران مخزونًا سريًا من هذه المواد، لاستخدامها كوسائل ردع غير متكافئة، أو لتسليمها إلى جماعات تابعة لها تنشط في مناطق النزاع.
ويمثل هذا المسار بين الجزائر وطهران انتهاكًا خطيرًا للمعاهدات الدولية وتهديدًا مباشرًا للاستقرار الإقليمي، حسب ما أفاد به تقرير ساحل إنتليجنس (Sahel Intelligence).
تعليقات
0