تمغربيت:
في حادث حدودي من شأنه أن يُفجّر مزيداً من التوتر في منطقة الساحل، أقدمت وحدة من الجيش الجزائري، مؤخراً، على التوغل داخل الأراضي الموريتانية.. في مطاردةً لمجموعة من التجار المنحدرين من مخيمات تندوف، وأطلقت النار عليهم، ما أسفر عن مقتل عدد منهم.
العملية وقعت بمنطقة “لبريكة”، وهي نقطة عبور شبه معتادة بين جنوب غرب الجزائر وشمال موريتانيا.. وتُعرف بتردد تجار يشتغلون في تهريب مواد محظورة وممنوعة. وقد صادرت القوات الجزائرية جزءاً من الممتلكات التي كانت بحوزة الضحايا، فيما تم إحراق بعضها، وفق مصادر محلية.
وحسب ذات المصادر، فإن القوات الموريتانية تدخلت فوراً بعد سماع إطلاق النار.. وردّت بإطلاق طلقات تحذيرية في الهواء بعد وصولها إلى عين المكان، ما أدى إلى احتكاك مباشر مع العناصر الجزائرية، التي رفضت الانسحاب في تحدٍّ صريح وسافر للسيادة الموريتانية.
ورغم أن الاشتباك لم يتحول إلى مواجهة مسلحة مفتوحة، إلا أن الحادث يُعد سابقة خطيرة في العلاقة بين نواكشوط والجزائر.. خاصة في ظل صمت رسمي لحد الساعة من الجانبين.
ويُذكر أن منطقة لبريكة لطالما كانت مسرحاً لأنشطة تهريب بين مخيمات تندوف والأراضي الموريتانية.. وتُستعمل كممر غير نظامي لنقل مواد تجارية بعضها محظور.
الحادث يُسلّط الضوء على هشاشة الوضع الأمني في مناطق التماس جنوب الجزائر.. ويطرح تساؤلات بشأن قواعد الاشتباك واحترام السيادة الوطنية في فضاء جيوسياسي يتسم بالتعقيد والتداخل.
تعليقات
0