تمغربيت:
لطالما اعتُبرت المنطقة الأنكلوفونية نقطة ضعف في الأداء الدبلوماسي المغربي.. حيث ظلت مجالا حيويا لإنتشار الأطروحة الإنفصالية، وذلك بالرغم من المجهودات التي قادها “بعض” الدبلوماسيين المغاربة، على قلتهم وضعف هامش مناورتهم.
هذا الجمود الدبلوماسي المغربي في هذا المجال الجغرافي سيعرف انتفاضة قوية في العقدين الأخيرين قادتها الدبلوماسية الملكية بذكاء كبير.. ونجحت في أجرأتها “السياسة البوريطية” (كما يروق للخصوم تسميتها)، بدهاء محسوب لتخترق الرباط الفضاء الأنكلوفوني باقتدار كبير وبفعالية أكبر.
في هذا السياق، خرجت كينيا بموقف قوي لا يقل تعبيرا عن الإعتراف الصريح بمغربية الصحراء.. حيث أكدت نيروبي على أن المخطط المغربي للحكم الذاتي هو “المقاربة الوحيدة المستدامة لتسوية قضية الصحراء”.. كما أشادت ب “التوافق الدولي المتزايد والدينامية التي يقودها جلالة الملك لفائدة هذا المخطط”.
جاء هذا الإعلان القوي خلال البيان المشترك الذي صدر عقب لقاء جرى، يوم أمس الإثنين بالرباط، بين وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، السيد ناصر بوريطة.. والوزير الأول، ووزير الشؤون الخارجية وشؤون المغتربين بجمهورية كينيا، موساليا مودافادي.
ومن خلال البيان المشترك أكدت كينيا بأنها “تعتبر مخطط الحكم الذاتي، بمثابة المقاربة المستدامة الوحيدة لتسوية قضية الصحراء.. وتعتزم التعاون مع الدول التي تتقاسم الرؤية نفسها من أجل تفعيل هذا المخطط”.
وأضاف البيان المشترك “تشيد كينيا بالتوافق الدولي المتزايد والدينامية التي يقودها صاحب الجلالة الملك محمد السادس الداعمة لمخطط الحكم الذاتي الذي تقدمت به المملكة المغربية .. باعتباره الحل الوحيد الواقعي والموثوق والواقعي لتسوية هذا النزاع حول الصحراء”.
وشدد المسؤولان الحكوميان على ضرورة استمرار “الإشراف الحصري للأمم المتحدة على العملية السياسية الأممية.. وجددا دعمهما لقرارات مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة، لا سيما القرار 2756 (2024)”.
وخلص البيان إلى أن المملكة المغربية “تعبر عن تقديرها لإعتراف كينيا بتعاون المغرب المستمر مع الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه الشخصي.. من أجل دفع العملية السياسية قدما على أساس قرارات مجلس الأمن ذات الصلة”.
هذا الاعتراف الصريح بمغربية الصحراء يعتبر تحولا مفصليا في مآلات ملف القضية الوطنية على اعتبار أن كينيا كانت منطلق اعتراف “الاتحاد الإفريقي” بالجمهورية الوهمية (نيروبي).. وأيضا باعتبار كينيا أحد مراكز ثقل القرار الإفريقي وتمتلك تأثيرا مهما في الفضاء الأنجلوساكسوني الإفريقي.. وهو ما يؤشر ويُبشر على التحاق باقي الدول “المترددة” بالطرح المغربي، في أفق (قريب جدا) طرد الكيان الوهمي من هياكل الاتحاد القاري.
تعليقات
0