تمغربيت: 

✍️ بقلم : مصطفى البختي

في تحول نوعي داخل المشهد السياسي بجنوب أفريقيا.. دعا حزب أومخونتو ويسيزوي (uMkhonto weSizwe – MK Party) إلى تعزيز العلاقات الثنائية وبناء شراكات استراتيجية مع المغرب.. مؤكدًا أن تحالفًا بين جنوب أفريقيا والمملكة المغربية سيشكّل فصلًا هامًا في تاريخ القارة.

وباعتبارهما القوتين الاقتصاديتين الرائدتين في أفريقيا، ومع الأخذ بعين الاعتبار أوجه التشابه الاقتصادية الجزئية والكلية بين البلدين.. فإن جنوب أفريقيا والمغرب، باعتبارهما أكبر مستثمرين في القارة، يمكن أن يُطلقا معًا إمكانات تجارية هائلة.. لا سيما في ظل منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية (AFCFTA)، ليشمل ذلك مجالات التعاون السياسي والدبلوماسي والاقتصادي على المستوى القاري. واضعًا المملكة المغربية شريكًا استراتيجيًا رئيسيًا برؤية مشتركة للوحدة الأفريقية والاستقلال الاقتصادي.

وثيقة سياسية مهمة

وفي وثيقة سياسية تحت عنوان: “شراكة استراتيجية من أجل الوحدة الأفريقية، والتحرر الاقتصادي، والسلامة الإقليمية: المغرب”.. أعلن حزب أومخونتو ويسيزوي (MK Party) دعمه لسيادة المملكة المغربية على الصحراء المغربية ووحدتها الترابية.. كالتزام من الحزب للحفاظ على سيادة الدول الأفريقية ووحدتها. وجدد دعمه الصريح لموقف المملكة المغربية بشأن قضية الصحراء.. وتأييده لمبادرة الحكم الذاتي كحل جدي وواقعي لهذا النزاع تحت السيادة المغربية، والتي ترتكز على:

الشرعية التاريخية والسيادة الوطنية، حيث إن الصحراء الغربية كانت دائمًا جزءًا لا يتجزأ من المغرب لقرون، قبل الاستعمار الإسباني في أواخر القرن التاسع عشر. ويعود تاريخ المطالبة المغربية ب “الصحراء الغربية” إلى ما قبل الاستعمار، وهي متجذرة في الولاء القبلي للعرش المغربي.

الاعتبارات القانونية والسياسية

عندما انسحبت إسبانيا من المنطقة عام 1975، استعادتها المملكة المغربية. وكان هذا الإجراء متوافقًا مع وحدة المغرب الإقليمية التي كانت حجر الزاوية في سياسته الخارجية.

هذا السياق التاريخي والقانوني يدعم مطالب وحقوق المغرب في صحرائه.. وهو ما يُقرّه حزب أومخونتو ويسيزوي (MK Party)، معتبرًا أن موقفه هذا نابع من التزام مبدئي بالدفاع عن وحدة وسلامة أراضي الدول الأفريقية.. مما يقتضي احترام سيادة المغرب على صحرائه. ويجب على المجتمع الدولي أن يأخذ في الاعتبار الروابط التاريخية للمنطقة بالمغرب، والمصالح المشروعة للشعب المغربي في الحفاظ على وحدة أراضيه.

دعم المغرب لكفاح جنوب إفريقيا

كما سلّط الحزب الضوء على دعم المغرب المبكر لنضال جنوب أفريقيا ضد نظام الفصل العنصري، منوّهًا بالدعم الكبير الذي قدّمه لحركات التحرر الأفريقية.. وخاصة للرئيس نيلسون مانديلا، الذي تلقى أولى تدريباته العسكرية في المغرب مطلع الستينيات.. مؤكدًا أن هذا الرصيد التاريخي المشترك يشكل قاعدة متينة لتعزيز التعاون بين الرباط وبريتوريا. مخالفًا بذلك الموقف التقليدي لجنوب أفريقيا تجاه المغرب، والذي يتطلب من بريتوريا تصحيح موقفها الإيديولوجي المتجمّد تجاه الوحدة الترابية للمغرب.. خاصة وأن جنوب أفريقيا أصبحت بدورها تعاني من زعزعة الاستقرار الناجمة عن أجندات انفصالية داخلية تسعى إلى المساس بوحدتها الترابية.

وأكد الحزب أن جنوب أفريقيا والمغرب، انطلاقًا من مصالحهما الوطنية، يتحملان عبئًا كبيرًا في الدفاع عن مصالح القارة. ولذلك، وفي سياق يتسم بتغير التحالفات والتوجهات الجيوسياسية، يدعم حزب MK بقوة تعاونًا وثيقًا بين المغرب وجنوب أفريقيا، نظرًا لتشابه سياساتهما الخارجية والأمنية.

وجاء هذا الموقف السياسي لحزب أومخونتو ويسيزوي (MK Party) في ظل الدينامية الدولية الواسعة الداعمة للمبادرة المغربية لمقترح الحكم الذاتي بالصحراء المغربية تحت سيادة المملكة.. وما عرفته المواقف الإيديولوجية المتجمدة من انسداد وعرقلة للتكامل والتعاون بين دول القارة الأفريقية.