تمغربيت:
خلال الاحتفالات بيوم إفريقيا في العاصمة الرباط والتي حملت شعار “الاندماج والتنمية في إفريقيا: تسريع الربط والتعاون البيني الإفريقي”.. ألقى وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، كلمة سلط من خلالها الضوء على الدور المتنامي للمغرب كشريك استراتيجي محوري في القارة السمراء.
وأكد الوزير في كلمته، التي شهدت عرض بيانات اقتصادية هامة، أن المغرب أصبح ثاني أكبر مستثمر في إفريقيا باستثمارات تجاوزت 10 مليارات دولار.. مع حضور قوي للبنوك المغربية في 26 دولة إفريقية، مما يعزز مساهمة المملكة في دعم التنمية وتمويل البنى التحتية والمشاريع الاقتصادية عبر القارة.
وأشار ناصر بوريطة إلى أن شعار الاحتفال يعكس بوضوح رؤية الملك محمد السادس التي تجعل من إفريقيا أولوية استراتيجية في السياسة الخارجية للمغرب. وأوضح، أيضا، أن الاندماج الإفريقي تحول من فكرة نظرية إلى ضرورة حتمية تنموية، مشيراً إلى أن التجارة البينية الإفريقية لا تتجاوز 15% من إجمالي التجارة الخارجية للقارة.. فيما تصل النسبة إلى 2% فقط داخل منطقة المغرب العربي، مقارنة بمعدلات أعلى بكثير في أوروبا وآسيا.
وتطرق الوزير المغربي إلى التحديات التي تواجه القارة، خاصة ضعف البنية التحتية في مجالات الطرق والطاقة والاتصالات الرقمية.. داعياً إلى تكثيف التعاون وتجاوز العقبات التي تعيق تحقيق التكامل الاقتصادي الحقيقي بين الدول الإفريقية.
كما استعرض بوريطة الثروات الطبيعية الهائلة التي تزخر بها إفريقيا، مثل 30% من الثروة المعدنية العالمية، و10% من احتياطات النفط.. إلى جانب موارد بشرية شابة تمثل 60% من ساكنة القارة تحت سن 25 عاماً، مؤكداً أن هذه العوامل توفر أرضية خصبة للنمو والتنمية.
على صعيد التعليم والتكوين، أبرز الوزير دور المغرب في استقبال 19 ألف طالب إفريقي من 49 دولة.. مع استفادة 90% منهم من منح دراسية، بالإضافة إلى أهمية معهد محمد السادس لتكوين الأئمة والمرشدين، الذي يلعب دوراً محورياً في نشر خطاب الوسطية والاعتدال.
واختتم ناصر بوريطة كلمته بالتأكيد على أن رؤية الملك محمد السادس تقوم على مبادئ التضامن والتنمية المشتركة.. بعيداً عن منطق التنافس والتهافت السلبي، مع الإشارة إلى مشاريع وطنية وقارية مثل أنبوب الغاز بين نيجيريا والمغرب، ودعم الأمن الغذائي والطاقي، وتسليم اللقاحات في ظل جائحة كورونا.
وشدد ناصر بوريطة على أن إفريقيا بحاجة إلى “صدمة كهربائية” لتحقيق التكامل المنشود، معرباً عن استعداد المغرب للقيام بدور محفز في هذا المسار، ليس للقيادة بقدر ما هو توحيد الصفوف واقتراح حلول طموحة وواقعية.
تعليقات
0