تمغربيت:

مشكلتنا نحن المغاربة أننا أصبحنا صغار أمام تاريخ صنعه الأجداد وجعل من الإنسان المغربي مصدر للإبداع والإتقان والرعب في آن واحد. وهو ما يجعلنا في “تمغربيت” مطالبين بالنبش في تاريخ هذه الإمبراطورية العظيمة علنا نتلمس طريقنا نحو مستقبل أفضل مما نحن فيه الآن.

في مدن الشمال هناك عبارة يرددها سكان المنطقة ولها جمولة قوية جدا “لا يوجد مغاربة على الساحل No hay moros en la costa”.. والمقصود بها أنه لا يوجد أي خطر مادام أن المغاربة غير موجودين في الساحل. 

هذه العبارة ارتبطت بتاريخ محاولات السلالات الحاكمة في المغرب استعادة الأندلس.. من خلال مجموعة من الغزوات على السواحل الإسبانية، وهو ما كان يخلق عادة حالة من الرعب والهلع لدى سكان الجنوب الإسباني.

ولعل الغريب في الامر أن هذه العبارة انتقلت إلى سكان أمريكا اللاتينية والذين خضعوا للاحتلال الإسباني. وهنا نجد أحد المصريين الذي كان يقيم في جمهورية البيرو، يحكي أن زلزالا ضرب المنطقة التي كان يتواجد فيها.. وأحس برعب شديد، وهو ما دفع سائق الطاكسي ليحاول طمأنته بالقول “No hay moros en la costa”.. فلما سأله الشاب المصري عن معناها أجاب السائق “لا نعلم ولكنها عبارة تقال”.

وبعد البحث والتدقيق تأكد الشاب المصري بأنها عبارة تعكس الرعب الإسباني من اقتراب المغاربة من السواحل الإسبانية. وهو ما يعكس قوة المغاربة لقرون وقرون، ولذلك نجحوا في تأسيس إحدى أعظم الإمبراطوريات عندما كانت الإمبراطوريات في العالم تحسب على أصابع اليد الواحدة.