تمغربيت:

د. عبد الحق الصنايبي

عندما تسود حالة الاحتقان وتعُمُّ نغمة الاستهجان عند سواد العوام، فالمفروض أن يخرج الحكيم وينطق بلسان الكريم وعقل الحليم.. خاصة وأن هذا المسؤول يجلس فوق كرسي معسول أوصله إليه أبناء هذا الشعب المكلوم.. ولكن خاب الأمل حين أطل علينا “الناطق باسم الفشل”. 

“صاحب السعادة” والوزير في حزب الريادة خرج ليطل على القوم من برجه العاجي ويخاطب الشباب المُناجي.. ويخطب فيهم خطبة فرعون في بنو إسرائيل “ما أريكم إلا ما أرى وما اهديكم إلا سبيل الرشاد”. 

الناطق باسم صاحب البر والبحر

“الوزير الحر” والناطق باسم مالك البر والبحر لم يقبل أو يتقبل بأن الشعب يطالب بالخلاص من هذا الشر.. وأن يُعجل القدر في الفراق بينه وبين حكومة سقر التي لم تبقي ولم تذر وكانت فعلا “لواحة للبشر”.

صاحب الفخامة والناطق باسم صاحب الحمامة أنكر أن الشعب يطالب  بالرحيل.. وفي الحكومة من الزاهدين وعلى الأحزاب من الناقمين. فما كان منه إلا أن هاجم الإعلامي الأنيق ذو القلب الرقيق والتحليل العميق، متهما إياه بالكذب والبهتان وتمثيل جيل الشبان وقد يكون مصدر خراب البنيان وهدم العمران. 

ولم يكتفي “الناطق الرسمي باسم الفشل” بهذا الكلام المبتذل، وهذا الخطاب البعيد عن السليقة والعقل.. بل مارس منطق اللئام في مواجهة الأيتام، وطالب حدثاء الأسنان ببلورة استراتيجيات في التعليم والصحة وعلم الإنسان.. وهو يعلم أن هذا من صميم مهامه وفي قلب اختصاصه وعلى ذلك عاهد وأخلف وتعهد ثم تأسف وأقسم وأرجف. 

ثم يا أيها “العزيز”، الشباب يحكمون على النتائج من واقع الدلائل.. وانتفضوا على الواقع الذي أنتجته حكومة المواقع (مواقع المسؤولية).. وانتهوا إلى أنكم أفشل حكومة في تاريخ المنظومة منذ دخول إدريس الاكبر إلى بلدة أوربة المعلومة في المائة الثامنة من ميلاد ابن البتول عليه وعلى رسولنا السلام.

فيا عجبا لحكومة الفاشلين، كيف كانت على شعبها من الناقمين.. وفي واجباتها من المستنكفين وفي وطنها من الزاهدين..  وهنا الزهد في الواجب وليس الزهد في الصفقات والمال.. الزهد في الفعل لا في الكراسي.. لأن قومنا يعتبرون المناصب شرف رمزي لا مسؤولية يومية وأمانة وطنية. 

إن هذا الشعب الكريم لا يثق إلا في ملك عظيم ويلتمس منه بكل توقير وتعظيم أن يتدخل لرفع هذا الابتلاء.. ورد هذا البلاء ومعالجة هذا الوباء.. قبل أن تتسبب هذه الجكومة في خراب الديار وسوء الإعمار. آنذاك فقط سيخرج الزعيم ليخطب في أتباعه ومن صوتوا عليه خطبة إبليس في أهل النار “وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلَّا أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي.. فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنفُسَكُم”. صدق الله العظيم وكذبت حكومة الفاشلين.