تمغربيت:
بقلم الأستاذ: نجيب أضادي
الرباط – 15 يوليوز 2025
استقبل وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج السيد ناصر بوريثطة.. اليوم بالعاصمة الرباط، الرئيس السابق لجمهورية جنوب إفريقيا، جاكوب زوما، في أول زيارة رسمية له إلى مقر الوزارة.. في خطوة اعتبرها المراقبون تحولاً استراتيجياً في مواقف بعض الفاعلين السياسيين بجنوب إفريقيا تجاه قضية الصحراء المغربية.
وتأتي هذه الزيارة في سياق متغيرات بارزة تعرفها الساحة السياسية الجنوب إفريقية.. خصوصاً في أعقاب بروز حزب Umkhonto we Sizwe (رمح الأمة)، الذي يتزعمه زوما منذ سنة 2024.
الحزب، الذي تعود جذوره إلى الكفاح التحرري بقيادة نيلسون مانديلا سنة 1961، فاجأ الأوساط السياسية مؤخراً بموقف واضح وصريح يدعم مبادرة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية، واصفاً إياها بـ”الحل الوحيد الجاد والواقعي لتسوية النزاع الإقليمي حول الصحراء”.
وثيقة تاريخية
وفي وثيقة سياسية محورية حملت عنوان: “شراكة استراتيجية من أجل الوحدة الإفريقية والتحرر الاقتصادي والسلامة الترابية”.. أكد الحزب أن المملكة المغربية تعد شريكاً محورياً في بناء إفريقيا موحدة وآمنة.
كما أشار إلى أن الموقف الرسمي لحكومة جوهانسبورغ لم يعد يعبر عن كافة الحساسيات السياسية داخل جنوب إفريقيا.. محذراً من أن دعم النزعات الانفصالية يعيق جهود التنمية ويُعمّق الانقسام داخل القارة. وشدد حزب “رمح الأمة” على ضرورة مراجعة السياسات الخارجية التقليدية والانفتاح على المغرب كشريك استراتيجي لتعزيز مسار الوحدة والاندماج الإفريقي.
وفي بيانه السياسي، دعا الحزب إلى شجاعة سياسية لمراجعة المواقف الموروثة.. مؤكداً أن دعم المغرب في وحدته الترابية ليس فقط موقفاً سيادياً، بل يمثل رهاناً على مستقبل قاري مشترك يسوده الاستقرار، والتعاون الاقتصادي، والتنمية المستدامة.
وتعكس هذه الزيارة الرسمية والتحولات السياسية المرتبطة بها انفتاحاً متزايداً داخل جنوب إفريقيا على وجهة نظر المغرب بشأن قضية الصحراء، ما يفتح آفاقاً جديدة لتعزيز الشراكة جنوب-جنوب، ويُبشّر بمرحلة جديدة من التعاون القاري القائم على الواقعية السياسية، والاحترام المتبادل، والمصالح المشتركة.
تعليقات
0