تمغربيت:
بقلم الأستاذ: عمر سملالي
و أنا أتابع مشاهد الفرح التي عمت أرجاء المدن السورية عقب تمكن قوات المعارضة من دخول دمشق و انهيار نظام الأسد.. ناهيك عن تحرير المعتقلين من السجون الوحشية، تساءلت كيف لأحد أن يتضامن ويساند نظام هجر وقتل الملايين.. ثم استذكرت تفاعل الدبلوماسية الجزائرية مع الحراك السوري.. والتي ساندت إلى أخر رمق بشار الأسد.
صحيح أننا أمام دبلوماسية تفتقد لبعد النظر و لا تدرك حسابات أخرى لا بد من النظر إليها وتفحصها والبناء عليها، لكن النظام الجزائري خبيث بطبعه، و لنا في محاولات تقسيم جيرانه خير مثال.
الخطير هو أن ما سنذكره في الثريد ما هو الا مستملحات لنظام مريض منهك يهتم فقط بالإضرار بغيره. القادم أسوء، خاصة و أننا أمام منظومة فشلت على جميع المستويات، وأهدرت فرص عديدة لتصحيح مسارها المليء بالسقطات المتتالية.
سرطان القارة
ففي الوقت الذي يتابع فيه العالم صحوة الشعوب الإفريقية وهي تدخل في مرحلة جديدة وواعدة لتصحيح مسارها وإعادة الكرامة للإنسان الإفريقي.. أضحى النظام الجزائري سرطان هذه القارة، بتمعنه في الإذلال بكرامة الأفارقة عبر شن حملات وحشية غير إنسانية بشكل ممنهج ضد المهاجرين الأفارقة.. وبطردهم والرمي بهم خارج الحدود تحت ظروف لا تليق بالكرامة البشرية.
إيران والجزائر.. وجهان لعملة واحدة
ايران التي شردت الملايين من العرب و عملت على تشتيت الدول العربية.. و التي تحظى بسخط شعبي عارم، يؤكد النظام الجزائري في أكثر من مرة على عمق علاقاته مع طهران.. بل و يساعد نظام الملالي من الخروج من عزلته. ناهيك عن فتح الجزائر المجال لإيران وحزب الله الموالي لها بتدريب وتسليح عصابة البوليساريو داخل تراب تديره الجزائر. تخيل معي دولة عربية تتعاون مع ايران لتقسيم بلد جار عضو بالجامعة العربية.
نظام قطع الأرحام وأنتج الأيتام
نظام وقف في وجه أن نرى مشاهد لقاء العديد من الأبناء بآبائهم وأمهاتهم بعد غياب طويل.. مشاهد فرح أهالي عانت الويلات في سجون الطاغية بشار.
وتجدر الاشارة الى أن النظام الجزائري.. ولأخر لحظة وقف مع نظام بشار في مواجهة، ما وصفه الخطاب الرسمي الجزائري ب “التهديدات الارهابية”.
و نحن نعيش أفراح الشعب السوري البطل الذي تخلص من نظام شبيه بالذي يوجد بالجزائر.. و أمام هذه التحولات و التقلبات السياسية التي يعرفها العالم، الذي قطع مع أحلام عصر الحرب الباردة.. آن الأوان أن نفكر جديا في مسألة مساندة الأحرار بالجزائر للتخلص من العسكر حتى تنعم المنطقة ككل بالرخاء و السكينة.
تعليقات
0