تمغربيت:
بعد سنة 1962؛، دخلت الجزائر في مخرجات الدولة القُطرية التي كانت نتاجا فرنسيا.. فانحازت للتوجه الاشتراكي والحزب الواحد الذي عزز من قابلية الاستبداد. فأصبح نظام الحكم ينطوي على نواة عشوائية هي سلطة الجيش، تقوم على سياسة، فوق الأحزاب ومؤسسات الدولة.. وتكتفي بتحريك خيوط اللعبة السياسية وتفريخ لرؤساء يمثلون دولة العسكر. كواجهة مدنية لنظام استبدادي.. من خلال تمرير الأوامر العسكرية والقرارات التي يتخذها الجنرالات. فأصبحت المؤسسة العسكرية هي الوصية السياسية على الشعب الجزائري؛ كما كانت مرسومة في دستور 1963؛ والميثاق الوطني سنة 1976.
جيش الحدود.. كيف تحكم دون أن تقاتل
ومنذ أن احتل جيش الحدود البلد بعد الاستقلال بقوة السلاح بعدما انقلب على حكومة مدنية هي “الحكومة الجزائرية المؤقتة”.. والجزائر تعيش تحت نظام منغلق رافضا لمسألة التداول على الحكم؛ تشكل فيه الفئة المدنية زاوية لاستغلالها كواجهة لإخفاء الحكم العسكري.
وتم فرض مفهوم الشرعية الثورية؛ بنهج قادة جبهة التحرير أسلوبا سلطويا عنيفا في علاقتها بالشعب الجزائري.. من خلال فرض الانتماء المشخصن والزبونية السياسية وعدم معارضة أو مناقشة القرارات جعلتها تنظيم شمولي TOTALITAIRE. وتم بناء النظام العسكري الجزائري على هذا الأساس. فلا شرعية سياسية خارج رموز تلك الشرعية الثورية.. في تقلّد المسؤوليات السياسية وغيرها. وتعاقبها في السلطة بادعائها المزعوم أنها تجسّد مطامح الشعب، وإقصاءها لأي معارضة حتى وإن كانوا من داخلها؛ لتبقى السلطة لدى الفئة الحاكمة الفعلية باسم الجيش.
لعبة المظام البوخروبي
وهذه اللعبة المُحْكمة تَوَاتَر عليها النظام، وصارت عنده قاعدة للطبيعة الديكتاتورية للنظام العسكري الجزائري.. الذي يحكم البلاد والتي تعود إلى ظروف نشأته في السنوات الأولى لاندلاع حرب التحرير سنة 1954.. حيث شهدت صراعات بين قاداتها؛ كالصراع الذي نشب بين جماعة الداخل والخارج في قيادة “الثورة”.. وبين جيش الحدود والثوار.. خلال مؤتمر طرابلس لجبهة التحرير في 27 يونيو 1962؛ وصراع صائفة 1962، بين جيش الثوار “المناطق العسكرية”، الرافض للانقلاب على شرعية الحكومة المؤقتة ليوسف بن خدة.. وجيش الحدود بقيادة هواري بومدين؛ مؤسس نظام الحكم الفردي المطلق الذي أسس له سنة 1963 من خلال دستور سينما ماجيستيك (التي تم تحضيره فيها).. من طرف هواري بومدين بوخروبة وفرحات عباس أول رئيس للحكومة الجزائرية المؤقتة، وجيش بقيادة يوسف الخطيب وصالح بوبنيدر..
—-يتبع—-
تعليقات
0