تمغربيت:
د. عبد الحق الصنايبي
استمرارا للسرد التاريخي لجرائم حزب “الله” الإرهابي، سنحاول سرد أهم العمليات الإرهابية التي تورط فيها التنظيم داخل لبنان وخارجه.. وذلك ليعلم أنصار حزب اللات في المغرب حقيقة التنظيم الذي يدينون له بالولاء.
ضرب التمثيليات الأجنبية..
سيشكل ضرب الممثليات الأجنبية واستهداف المواقع العسكرية التابعة للأمم المتحدة أولى الجرائم الإرهابية التي سيبصم عليها حزب الله. هذه العمليات ستعطي الإشارة الأولى على انخراط “التيار الديني” المنشق عن حركة أمل، والذي خضع عقدياً وسياسياً لإيران، في تنفيذ سياسات هذه الأخيرة في الداخل اللبناني.
وقبل التطرق لحيثيات هذه العمليات الإرهابية، وجب إلزاماً أن نذكر القارئ الكريم بالسياقات التاريخية لتواجد القوات الدولية داخل الأراضي اللبنانية، وكذا الصبغة السيادية التي تمثلها السفارات والقنصليات الأجنبية المعتمدة في جميع دول العالم.
سياقات دخول القوات الأجنبية للبنان
سيعرف مطلع السبعينيات من القرن المنصرم، تفاقم التوتر على طول الحدود اللبنانية الجنوبية مع فلسطين المحتلة، خصوصاً مع كثافة العمليات الفدائية الفلسطينية ضد الكيان الصهيوني والاعتداءات “الإسرائيلية” على القواعد الفلسطينية في لبنان.
في هذا السياق، شنّت مجموعة فدائية فلسطينية في 11 مارس 1978م هجوماً على منطقة تطل على تل أبيب أسفر عن سقوط 37 قتيلاً و76 جريحاً “إسرائيلياً”. وأعلنت، حينها، منظمة التحرير الفلسطينية مسؤوليتها عن هذا الهجوم، ليستغل الكيان الصهيوني هذه العملة ويقوم ليلة 14/15 مارس بعملية اجتياح واسعة استهدفت الجنوب اللبناني، لتصل القوات “الإسرائيلية” إلى عمق 40 كلم من خطوط الهدنة الدولية فاحتلت جنوب نهر الليطاني، وجزء من مدينة صور وضواحيها.
لقد تنبأت (إسرائيل) بردة فعل الأمم المتحدة، وساهمت في الدفع في اتجاه إرسال القبعات الزرق لمنع تسلل الفلسطينيين نحو الجنوب والاستفادة من حماية دولية لحدودها الوهمية.
على إثر ذلك، دعت الحكومة اللبنانية ونظيرتها “الإسرائيلية”، بتاريخ 17 مارس 1978، مجلس الأمن الدولي للانعقاد والنظر في المستجدات الميدانية في لبنان، وهو ما تم في نفس اليوم معطياً إشارات قوية على رغبة مجلس الأمن الدولي إرسال قوات دولية إلى جنوب لبنان حسب ما كان قد أفاد به السفير غسان تويني مندوب لبنان الدائم لدى مجلس الأمن.
في نفس السياق، سيقوم مجلس الأمن الدولي بتبني القرارين 425 (1978)، و426 (1978) بتاريخ 19 مارس سنة 1978م، حيث يقضي القرار الأول بأن يُنشئ المجلس، فوراً، تحت سلطته المباشرة القوات الدولية المؤقتة للبنان على أن تتألف من أشخاص تُقدمهم الدول الأعضاء في منظمة الأمم المتحدة، وأناط بالأمين العام مهمة وضع تقرير حول تطبيق القرار المذكور. وبالفعل لم يتأخر هذا الأخير في تقديم تقريره إلى أعضاء المجلس مُحدداً فترة انتداب القوات والتدابير التي سيتخذها من أجل وضع القرار 425 موضع التنفيذ.
اضطلعت القوات الدولية بمهمتين أساسيتين حسب منطوق الفقرة الثالثة من القرار 425:
- تأكيد انسحاب القوات الإسرائيلية لكي تكون وحدة الأراضي اللبنانية وسيادة لبنان واستقلاله محترمة بدقة.
- مساعدة الحكومة اللبنانية لتأمين عودة سلطتها الفعلية إلى الجنوب.
في يونيو سنة 1982، اجتاحت إسرائيل لبنان لتبلغ عاصمته بيروت وتحاصرها، متذرعة بمحاولة اغتيال سفيرها في لندن، وستقوم بارتكاب مجازر مروعة لازالت ذكريات من عاشوها وعايشوها عالقة في الأذهان، خصوصاً مجزرة صبرا وشاتيلا والتي أدت إلى استشهاد أزيد من 1400 فلسطيني في ظرف 18 ساعة.
بعد معارك عنيفة قادتها القوات اللبنانية والقوات السورية ومنظمة التحرير الفلسطينية، سيتم التوصل إلى اتفاق يفرض على قيادة منظمة التحرير الفلسطينية مغادرة لبنان في اتجاه كل من قبرص وسوريا والعراق والأردن وتونس واليمن الديمقراطي والجمهورية اليمنية والجزائر والسودان.
وعلى إثر ذلك ستدخل لبنان القوات المتعددة الجنسيات لتأمين سلامة الفلسطينيين واللبنانيين في المنطقة الغربية من بيروت.. وأيضا، لمساندة الدولة اللبنانية في بسط سلطتها وسيطرتها على العاصمة (بلغ تعداد هذه القوات: 800 جندي أميركي، و800 جندي فرنسي، و400 جندي إيطالي، وحوالي 3000 جندي من الجيش اللبناني).
في 8 سبتمبر سنة 1982م، سيطالب رئيس الوزراء اللبناني شفيق الوزان ببقاء قوات الفصل المتعددة الجنسيات.. إلى حين انتشار الجيش اللبناني في كامل أنحاء العاصمة بيروت وضواحيها.
من هنا يتضح أن تواجد قوات متعددة الجنسيات فرضه الاجتياح الصهيوني للبنان وكذا مهام ترتيب الأوضاع والسهر على مغادرة أطراف الصراع، كما أن هذا التواجد كان استجابة لملتمس الحكومة اللبنانية..
يتبع
تعليقات
0