تمغربيت : 

 ✍️ بقلم الأستاذ بلال المراوي 

من خلال الزيارة التي يقوم بها رئيس جنوب إفريقيا للجزائر.. تذكرت خطاب جلالة الملك عن العالم الأخر، والمقصود منه زمرة من الدول التي تعيش في أحلام الماضي وسرابه وتريد بكل وقاحة وغباء أن تفرضه على حاضرنا.

ومن بين هذه الدول نجد جنوب افريقيا، والتي يبدو أنها منزعجة من الريادة المغربية في العمق الإفريقي.. وتسعى جاهدة ل “مقاومة” الاختراقات المغربية في مجالها الحيوي، وهو ما تفشل فيه دائما.. ويدفعها للتذرع بأسطوانة التاريخ النضالي ضد العنصرية، والتي ما تزال تقتات من فتاته.. مع العلم أن المغرب دعم نيلسون مانديلا في نضاله ضد سياسة الفصل العنصري.. واحتضنته المدن المغربية وأمدته بكل ما يحتاجه.

جحيم العزلة.. بين الجزائر و بريتوريا

وهناك أيضا العزلة الحادة والخطيرة التي يعيشها نظام العسكر الجزائري دوليا وإقليميا.. والتي ينضاف إليها مشروعيته المهتزة داخليا.. وها هو الآن الرئيس الجزائري يدعو أو يستدعي زميله في العالم الأخر من أجل نجدة ماء وجه نظامه الفاشل ابتداء من 5 دجنبر الجاري.

لكن ما أثارني بقوة في برنامج الزيارة هو أن السيد رئيس دولة جنوب افريقيا سيلقي خطابا أمام البرلمان الجزائري بغرفتيه.. في محاولة من هذا النظام العسكري تقليد خطاب الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون..  لكن الفرق هو أن فرنسا هي عضو دائم في مجلس الأمن ودولة لها تأثير في السياسة العالمية وقوة اقتصادية كبرى ولها تأثير في المنطقة.. وموقفها الداعم له تأثير كبير جيو سياسيا في المنطقة ويعتبر انتصارا للدبلوماسية المغربية وفشلا فاضحا وواضحا لدبلوماسية العسكر.

بالمقابل هناك جنوب افريقيا التي نعرف موقفها الداعم للانفصال،.. وخطابها لن يخرج عن الإطار الفلكلوري ولن يؤثر خطاب رئيس دولة جنوب افريقيا في شقه الداعم للوهم حتى في القاعة التي سيتم القاء الخطاب فيها.