تمغربيت:
تأثر البنا بالشيعة الإمامية جعله يرى الإمامة في نفسه ويرى العصمة في عمله
إن فكرة الإمامة كانت دائماً حاضرة في فكر الإخوان حتى إنهم أطلقوا على البنا لقب “الإمام”.. ودفع تأثر البنا بالشيعة الإمامية إلى أن يرى الإمامة في نفسه.. ويرى العصمة في عمله، وتسرب هذا الفكر إلى جماعة الإخوان حتى أصبحت وكأنها أحد أفرع الشيعة وسط المجتمعات السنية.
يروي حسن البنا في “مذكراته” ما يفيد هذا الطرح، فيقول في الصفحة 18: “رأيت فيما يرى النائم: أنني ذهبت إلى مقبرة البلد فرأيت قبراً ضخماً يهتز ويتحرك.. ثم زاد اهتزازه واضطرابه حتى انشق فخرجت منه نار عالية امتدت إلى عنان السماء وتشكلت فصارت رجلاً هائل الطول والمنظر.. واجتمع الناس عليه من كل مكان فصاح فيهم بصوت واضح مسموع وقال لهم: أيها الناس: إن الله قد أباح لكم ما حرم عليكم، فافعلوا ما شئتم. فانبريت له من وسط هذا الجمع وصحت في وجهه” كذبت” والتفتُّ إلى الناس وقلت لهم: “أيها الناس هذا إبليس اللعين وقد جاء يفتنكم عن دينكم ويوسوس لكم فلا تصغوا إلى قوله ولا تستمعوا إلى كلامه”.
ويقول في موقع آخر: “لازلت أذكر أنه ليلة امتحان النحو والصرف، رأيت فيما يرى النائم.. أنني أركب زورقاً لطيفاً مع بعض العلماء الفضلاء الأجلاء يسير بنا في نسيم ورخاء على صفحة النيل الجميلة.. فتقدم أحد هؤلاء الفضلاء، وكان في زي علماء الصعيد.. وقال لي: أين شرح الألفية لابن عقيل؟ فقلت: ها هو ذا. فقال: تعال نراجع فيه بعض الموضوعات، هات صفحة كذا، وصفحة كذا، لصفحات بعينها. وأخذت أراجع موضوعاتها حتى استيقظت منشرحاً مسروراً. وفي الصباح جاء الكثير من الأسئلة حول هذه الموضوعات فكان ذلك تيسيرا من الله تبارك وتعالى، والرؤيا الصالحة عاجل بشرى المؤمن والحمد لله رب العالمين». (ص 45).
هذه الإيحاءات، حاول من خلالها البنا إضفاء هالة من القداسة حول شخصه والإيحاء بمظاهر العناية الإلهية والرعاية الربانية. ويمكن للقارئ الكريم، من خلال ما تقدم، أن يستشعر بعض الأسس الإمامية التي تشربها حسن البنا من المذهب الجعفري وأسقطها على البنية السلوكية لأتباعه.
من الانتشار القاعدي إلى تشكيل الأجنحة العسكرية
رأينا في الحلقة الأولى من هذا الملف، كيف عمل موسى الصدر، منذ وصوله إلى لبنان، على استثمار الأوضاع المعيشية المزرية للطائفة الشيعية من خلال رفعه لشعار “الحرمان” وتأسيسه سنة 1974 لحركة “المحرومين”.. والتي ستكون المفرخة التي سينشئ منها الصدر الجناح العسكري لحركته ممثلة في “أفواج المقاومة اللبنانية” والمعروفة اختصاراً بـ “حركة أمل”.. والتي ستكون النواة الأساسية لتنظيم حزب الله.
سيعمل حسن البنا، هو الآخر، بعد اتساع قاعدة أتباعه، على تأسيس فرقة “الجوالة”.. لتكون المفرخة التي سيُنشئ من خلالها البنا «التنظيم الخاص» لجماعة الإخوان وهو الجناح العسكري للجماعة الذي سيتورط، ابتداءً من الأربعينيات، في سلسلة من جرائم الاغتيال التي استهدفت رموز الحكومة والقضاء وكذا العديد من المعارضين السياسيين.
Iphone 15 iphone 16 samsung Xiaomi HUAWEI Mercedes tesla bmw Lamborghini Ferrari Porsche kia Bentley swatch Rolex bitcoin
تعليقات
0