تمغربيت:
بقلم د. عبد الحق الصنايبي
أثارت تدوينة للاعب المنتخب المغربي حكيم زياش العديد من ردات الفعل داخل المغرب وخارجه.. وووجه جناح أسود الأطلس، عبر تقنية، الستوري انتقادا لاذعا للأنظمة العربية بما فيها وطنه المغرب.. متهما ذات الانظمة بالتقصير في نصرة القضية الفلسطينية والتقاعس عن النهوض للدفاع عن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.
وتضاربت آراء القراء بين مساند ومغارض ومتفهم لما نشره حكيم زياش.. وهو ما يجعلنا نتفاعل مع ما طرحه مهاجم الأسود في نقاط محددة:
أولا: لا يمكن التشكيك في وطنية حكيم زياش ولا في ولائه لوطنه.. ويمكن تفهم هذه الخرجة خاصة من لاعب اعتاد التعبير عن مساندته لقضية الشعب الفلسطيني العادلة.
ثانيا: اللاعب لا يمتلك خلفية سياسية أو استراتيجية أو أكاديمية.. وبالتالي فخطابه يعكس مشاعر المواطن العربي والمغربي البسيط.
ثالثا: حكيم زياش نشأ في بيئة بعيدة عن التربة المغربية وبالتالي فهو لا يعلم يقينا ما الذي قدمه المغرب للقضية الفلسطينية منذ قرون وقرون.
مسؤولية الجامعة الملكية لكرة القدم
في هذا الصدد، يبقى نجوم الرياضة والفن سفراء لبلدانهم، وعليهم إعطاء صورة جميلة عن وطنهم الأم.. والدفاع عن مواقفه ونشر منجزاته والترويج له سياحيا وتراثيا وحضاريا.. وهو ما يقوم به جميع النجوم المغاربة دون استثناء.
غير أن المشكل الحقيقي، في حالة زياش وغيره، هو غياب التأطير لهؤلاء الفاعليين الرياضيين والفنيين.. وعدم إلمامهم بتاريخ وطنهم ومنجزاته وحضارته وبطولات رجالاته. وهو الفراغ التاريخي الذي يجعلهم ضحية لسموم إعلامية جعلت من النجوم حطبا لإحراق صور بلدانهم.
المغرب الذي ربما لا يعرفه زياش:
إن غياب التأطير والتوجيه لهؤلاء النجوم، واستغلالهم إيجابيا لنشر صورة إيجابية عن المغرب.. جعل بعض المرجفين يصطادونهم للضرب في صورة وطنهم المغرب.
فهل يعلم زياش مثلا بسلالات حاكمة اسمها الأدارسة والمرابطين والموحدين.. والمرينيين والسعديين والعلويين ووو؟؟ لا أعتقد
وهل سمع زياش بمعركة وادي لكة والزلاقة والأرك ووادي اللبن ووادي المخازن.. وأنوال وبوكافر ولهري ؟؟ طبعا مستبعد
كما أنه من المستبعد أن يخلد في ذهن زياش أن المغاربة كانوا حاسمين في فتح القدس الشريف.. وكان الجيش المغربي يشكل ربع جيش صلاح الدين الأيوبي في معركة حطين التي استرجعنا من خلالها بيت المقدس؟؟
وغالبا أن زياش لا يعلم أن المغرب تخلى عن مطالبه الترابية على موريتانيا لعيون القضية الفلسطينية.. وذلك في أعقاب إحراق المسجد الأقصى سنة 1969م.. كما أن نفس زياش لا يعلم بالقطع أننا قدمنا أزيد من 170 شهيدا في حرب كتوبر 1973.. وأن المغرب صرف 65 مليون دولار على القدس الشريف من بيت مال القدس، الذراع المالي للجنة القدس التي يترأسها الملك محمد السادس.
وفي الأخير واش سي حكيم زياش عارف بأن الدولة التي يعيش فيها (تركيا) تعتبر من أكبر الدول المطبعة مع الكيان الصهيوني؟؟ طبعا يعلم، ولكن الثعابين الإعلامية علمت كيف “تُبيض” وجه السلطان العثماني في عيون ابن المغرب والذي كان سلطانه محمد الشيخ يصف سليمان القانوني ب “سلطان الحواتة”.
في الختان نتمنى من الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم استغلال التربصات الإعدادية من أجل تلقين اللاعبين تاريخ بلدهم.. وبطولات رجالاته، وحضارة وتراث هذا البلد العظيم وبذلك فقط نكون قد وفينا “تمغربيت” حقها، وخلقنا سفراء قادرون على نشر القوة الناعمة لمملكة الشرفاء.. ولا غالب إلا الله
سيدي الصنايبي زياش ازداد وترعرع في هولندا البلد الذي يدعم اسرائيل وبقوة رغم ذلك فهذا ا البلد لا يجرم أحدا أن هاجم إسرائيل لفضيا فهناك حرية تعبير
زياش لم يقصد الملكية وانما الحكومة والبرلمان التي لا هيبة ولا موقف لها كما قال لافروف على دولة بوحفرة
ان الهجمة الشعواء التي تعرض لها زياش بسبب ما رقمه على صفحته ليست دفاعا عن الحكومة المغربية كما يتوهم البعض، بل لان تدونته جاءت في وقت تعمل فيه التيارات الرادكالية جاهدة وبكل الوسائل المتاحة على عزل المغرب من امتداده المشرقي باسم تمازيغت خاصة وان زياش امازيغي ريفي حر، فكانت تدوينته ضربة موجة وفي صميم مشروعهم البئيس.
عاش زياش ولا عاش من سعى في تقزيم هذا الوطن