تمغربيت:
لولا الرئيس الفرنسي شارل دوغول لما كانت هناك الآن دولة اسمها الجزائر.. وإذا كان بعض المجاهدين قد اجتهدوا حقا في مقاومة الاحتلال الفرنسي، فإن سواد الناس كانوا من دعاة الاندماج مع فرنسا.. ومقتنعين بكونهم فرنسيين ولو من “الدرجة الثانية” داخل “الجزائر الفرنسية”.
لقد شكلت زيارات شارل دوغول والمسؤولين الفرنسيين مناسبة لخروج الملايين إلى شوارع المدن الجزائرية.. وذلك من أجل استقبال المسؤول الفرنسي وإطلاق هتافات من قبيل “Algérie française” و “vive De Gaulle”.
إن دعاة “الجزائر الفرنسية” الذين كانوا يخرجون حاملين الأعلام الفرنسية لم يكونوا بالعشرات أو بالآلاف وإنما بالملايين.. فكيف نصدق أن هؤلاء كانوا يريدون الاستقلال عن فرنسا؟. وكيف يقبل هؤلاء باللجوء إلى فرنسا بعد الانفصال بالملايين وهي المستعمر والجلاد السابق؟؟
إن حقيقة الأمر أن الجزائر تأسست لأنها كانت إرادة فرنسا.. والتي رأت في بقائها في الجزائر مضيعة للوقت والجهد والمال، في ظل حالة الإنهاك التي كانت تعيشها فرنسا في مرحلة ما بعد الحرب، والتضخم وتوصيات البنك الدولي وخزينة أمريكا.
ومنذ أن أعلن دوغول عن رغبة فرنسا في منح الحكم الذاتي للجزائر.. بدأت الثورة الحقيقية والمجازر الدموية، ليس ضد فرنسا وإنما بين أبناء الجغرافيا الواحدة.. رافعين تحدي “من أول من سيصل حيا إلى العاصمة الجزائر”. وفعلا وصلها بومدين وبن بلة بعد أن مروا على جثث أزيد من ألف جزائري، ليبدأ بوخروبة في تصفية المجاهدين الحقيقيين وتعيين ضباط فرنسا.. حتى أن أحد الجنرالات الفرنسيين قال (فيما يذكره ابراهيم الملي في كتابه “العلاقات الفرنسية الجزائرية: 50 سنة من القصص السرية) “من كثرة انضباط الرئيس بومدين.. كنت أخشى أن أنسى وأوجه له الأوامر مباشرة”.
لنختم موضوع ملايين الشوهادا #الجزائر الذين بحث عنهم العالم فلم يجد لهم لا أسماء ولا قبور.. هاهم صوت وصورة.. اسبوع كامل حج فيه المجاهدون من كل فج عميق وبالملايين.. ليس ليقولوا لبيك اللهم لبيك.. ولكن ليقولوا بصوت واحد:
Algérie française..
Algérie française..
أسمع جدك.. هنا #المغرب pic.twitter.com/f9N6GXHTHJ— Mounir Doli (@mounirdoli) January 4, 2024