تمغربيت:
بقلم الأستاذ: أحمد الدافري
إلى ذاك الشخص المدسوس هنا، الذي علق على منشور سيدة مغربية.. وقال لها بأن المملكة المغربية كانت تسمى مراكش، وأنها لم يصبح اسمها المغرب إلا في الستينيات.. فأجابته بضحكة بليدة وكأنها تزكي كلامه الجاهل بالتاريخ.
هذا كتاب بالفرنسية كتبه سفير مملكة فرنسا لدى السلطان المغربي العلوي مولاي اسماعيل.. وكان اسم السفير François Pidou De Saint Olon “فرونسوا بيدو دي سان أولون”. وكان يمثل الملك لويس الرابع عشر في الإمبراطورية الشريفة، وهو الاسم الذي كانت تسمى به المملكة المغرببة آنذاك.
الكتاب صادر سنة 1695م، وتكتب بالأرقام الرومانية
M.DC.XCV.
لقد كنا ولم يكن شيء بعد
في هذه المرحلة لم تكن فرنسا قد أحكمت بعد قبضتها على البايلكات التركية (الإمارات التركية الصغيرة).. التي كان يحكم كل “بايلك” منها “داي” تركي يقيم في مدينة الجزائر لديه ولاة أتراك يسمى كل واحد منهم “باي”.. يقيمون على التوالي في قسنطينة ووهران والمدية، وهي كل ما كان يشكل إيالة الجزائر la regence d”Alger.
عنوان الكتاب :
Relation de l’empire de Maroc “علاقة إمبراطورية المغرب”
وليس علاقة Marrakech مراكش.
نقرا فوق صورة غلاف الكتاب ما يلي :
Audience donnée par l’empereur du Maroc au Seigneur de Saint Olon, Ambassadeur de France.
“الاستقبال الذي خصصه إمبراطور المغرب للسيد دي سان أولون سفير فرنسا”.. وليس إمبراطور مراكش.
هناك المئات من الوثائق والمخطوطات والكتب التاريخية المكتوبة باللغات العربية والفرنسية والإسبانية والبرتغالية والإنجليزية.. والتي تتحدث عن العلاقات التاريخية بين الدولة المغربية وبين باقي الدول منذ فترة دولة الأدارسة في المغرب، إلى الدولة العلوية. وكل الدول المغربية المتعاقبة شيدت مدنا واتخذتها عواصم لها، تسمى حاليا في قاموس المدن العالمية باسم “المدن الإمبراطورية”. والمدن الإمبراطورية في المغرب هي مراكش وفاس ومكناس والرباط.. وكلها عواصم تاريخية للدول التي حكمت المغرب.
هذه مجرد وثيقة واحدة، كافية لإلجام أفواه الرؤوس الجاهلة، التي تزعرط هنا في هذا الفضاء.. وذلك من خلال الأكاذيب وتزييف التاريخ، والمسخرة من أجل نشر الجهل والغباء والأمية.
وهذا ما كان.
تعليقات
0